بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

شهدت ساحة القتال جنوب قطاع غزة تطورًا نوعيًا في مسار المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس، حيث أقر جيش الدولة العبرية بمقتل ضابط و6 جنود من كتيبة الهندسة القتالية 605، وإصابة نحو 16 آخرين، في كمين معقد نفذته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، في مدينة خان يونس.

تفاصيل العملية

وفقًا للبيانات العسكرية الإسرائيلية، فقد وقعت الحادثة بعد أن انفجرت عبوة ناسفة شديدة الانفجار بمدرعة هندسية من نوع “بوما”، ما أدى إلى احتراقها بالكامل بمن فيها من الجنود. واستغرق الجيش الإسرائيلي ساعات طويلة للتعرف على هويات القتلى بسبب تفحم الجثث، وسط صعوبات كبيرة في عمليات الإجلاء، وصلت إلى حد عودة مروحيات الإجلاء فارغة، واضطرار الجيش إلى سحب الناقلة المحترقة بمن فيها إلى داخل إسرائيل.

وفي بيان على تطبيق “تليغرام”، أكدت كتائب القسام أن مقاتليها نفذوا كمينًا مركبًا استهدف قوة إسرائيلية داخل منزل جنوبي خان يونس، مستخدمين قذيفتي “الياسين 105” و”آر بي جي”، ما أدى إلى سقوط عدد من الجنود بين قتيل وجريح. كما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن قوة الإنقاذ تعرضت بدورها لهجوم خلال محاولة الوصول إلى الجنود.

صدمة وردود فعل رسمية

أثارت العملية صدمة واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ووصفت وسائل إعلام عبرية ما جرى بأنه “من أصعب الأحداث التي واجهها الجيش في الأشهر الأخيرة”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “فقدان الضابط والجنود مؤلم، وقد قتلوا دفاعًا عن إسرائيل وسعيًا لإعادة المخطوفين”. بدوره، وصف الرئيس يتسحاق هرتسوغ صباح اليوم التالي بـ”المؤلم”، مؤكدًا أن “الوضع الميداني في غزة صعب والمعارك ضارية والعبء لا يُحتمل”.

زعيم المعارضة يائير لابيد اعتبر ما جرى “كارثة كبرى”، في حين دعا يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين، إلى إنهاء الحرب من خلال اتفاق سياسي وأمني إقليمي، مشددًا على أن “من لا يسعى لاتفاق يتخلى عن الجنود والمخطوفين ويضر بالأمن القومي”.

أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فطالب بفتح “أبواب الجحيم” على غزة، مضيفًا: “حان وقت إثبات أن إسرائيل صاحبة السيادة في الشرق الأوسط”. بدورها، أكدت وزيرة النقل أن “إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا في هذه الحرب”، لكنها شددت على مواصلة القتال حتى تحرير المختطفين والقضاء على قدرات حماس.

دلالات الكمين

يمثل كمين خان يونس تحولًا ميدانيًا بارزًا، حيث تكبّدت إسرائيل واحدة من أفدح خسائرها منذ بداية المعارك في غزة، ما يطرح تساؤلات حول فعالية العمليات البرية في مناطق مكتظة ومعقدة جغرافيًا. كما يكشف الهجوم عن قدرة حماس على تنفيذ عمليات دقيقة ومباغتة رغم قوة النار والهجمات المتواصلة للجيش الإسرائيلي.

شاركها.
اترك تعليقاً