بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

في أيار/ مايو الماضي، سجّلت البطالة بين الشباب 14.9% وفقًا للإحصاءات الحكومية، حتى بين أولئك الحاصلين على شهادات جامعية. وعام 2022، اختار 36% من الطلاب الجامعيين في الصين، أي ما يعادل 1.6 مليون شخص، دراسة الهندسة، مقارنة بنسبة 32% عام 2010.  

شهد العقد الأول من الألفية الثانية اتساعًا في الخيارات الأكاديمية مع ازدهار القطاع الخاص، ما دفع العديد من الطلاب إلى دراسة الاقتصاد، وإدارة الأعمال، واللغات الأجنبية، والفنون. إلا أن هذا الاتجاه تراجع مؤخرًا. يقول أحد مدرّسي المدارس في بكين إن القلق من صعوبة إيجاد وظيفة بات يدفع الطلاب مجددًا نحو تخصّص الهندسة.

وقد لعبت السلطات الصينية دورًا حاسمًا في تعزيز هذا التحول. فالحزب الشيوعي، الذي يولي التخصصات التقنية أهمية خاصة، يضمّ بين صفوفه عدداً من كبار المسؤولين الذي يحملون شهادات في الهندسة، من بينهم الرئيس شي جين بينغ نفسه. واليوم، تطمح القيادة الصينية إلى تجهيز أفواج جديدة من المهندسين الشباب لدعم صناعاتها في مجالات التصنيع عالي التقنية.

عام 2023، أُبلغت الجامعات بضرورة إعادة هيكلة برامجها الأكاديمية للتركيز بشكل أكبر على الصناعات الاستراتيجية ومواجهة “الاختناقات التكنولوجية”. ونتيجة لذلك، ظهرت موجة جديدة من برامج الشهادات الهندسية المتخصصة.

فأكثر من 600 جامعة صينية باتت تقدّم برامج دراسية في الذكاء الاصطناعي، من بينها جامعة تشجيانغ التي تخرّج منها مؤسس شركة DeepSeek، وهي شركة صينية صاعدة في هذا المجال. وقد تم تدريب العديد من مهندسي الشركة في جامعتي بكين وتسينغهوا، وهما من أكثر الجامعات نخبوية في البلاد.

وفي العام الماضي، بدأت مؤسسات تعليمية عدّة تقديم شهادات في تقنيات الطائرات بدون طيار والسيارات الطائرة، التي تراها الدولة مصدرًا واعدًا للنمو الاقتصادي. وفي العام المقبل، من المرتقب إطلاق برامج دراسية جديدة تتعلق بتصنيع الأجهزة الطبية، وهي صناعة لا تزال الصين تعتمد فيها إلى حدّ كبير على شركات أمريكية.

وفي المقابل، تشهد التخصصات التي تعتبرها الدولة أقل فائدة تراجعًا كبيرًا في التمويل، إن لم يكن اختفاؤه التام. فهل يتحوّل الشباب في الصين إلى جيش من المهندسين؟

شاركها.
اترك تعليقاً