رجح محللون نفطيون استمرار مكاسب النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بدعم من تخفيض الإنتاج من جانب تحالف “أوبك+” علاوة على زيادة الأخطار الجيوسياسية بعد تصاعد الحرب في أوكرانيا، ما يرجح معه تسجيل مكاسب أسبوعية جديدة قد تكون الخامسة على التوالي.
وأوضح المحللون في تصريحات لـ”الاقتصادية”، أن الدولار الأمريكي يراقب نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي للحصول على مزيد من الدعم وتطوير مكاسبه التي تضغط على النفط وفقا للعلاقة العكسية بينهما، مشيرين إلى أن تحالف “أوبك+” يقف بحزم للحفاظ على توازن الأسواق.
وذكروا أن النفط الأمريكي تمتع بأسبوع إيجابي إلى حد كبير قبل قرار سعر الفائدة الذي سيعلنه البنك الفيدرالي الأمريكي في 26 تموز (يوليو) الجاري وسط حالة من التفاؤل حول ذروة محتملة في دورة سعر الفائدة، وقرارات الاحتياطي الفيدرالي التي ستكون أساسية للتأثير في حركة ومسار أسعار الخام قصيرة المدى.
وأشاروا إلى أن إمدادات النفط الصخري في الولايات المتحدة تهدف إلى إبقاء أسواق النفط جيدة الإمداد وأسعار النفط منخفضة، منوهين إلى إحصائيات صادرة عن شركة “ريستاد إنرجي” تشير إلى أنه في حين أعلنت أوبك وحلفاؤها تخفيضات تصل إلى 6 في المائة من إنتاج 2022 فإن نمو الإمدادات من خارج أوبك قد شكل ثلثي تلك التخفيضات كما أن إنتاج الولايات المتحدة يمثل نصف ذلك.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أيه” لخدمات الطاقة إن فرص تحقيق مزيد من مكاسب أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري كبيرة وذلك في ضوء عدة مؤشرات أهمها ما أظهرته إحصائيات شركة “بيكر هيوز” من تسجيل انخفاض آخر في أنشطة الحفر، وهو ما يعزز مخاوف العرض وبالتالي يسهم في ارتفاع أسعار النفط الخام.
وذكر أن بيانات مخزونات النفط من إدارة معلومات الطاقة جاءت مخالفة للتقديرات ولكنها لا تزال سلبية بالتزامن مع التفاؤل حول الاقتصاد الصيني عن طريق التحفيز الإضافي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام رغم حقيقة أن الدولار الأمريكي يقوى، حيث إن هناك علاقة عكسية تقليدية مع النفط الخام.
من جانبه، يؤكد دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة ” تكنيك جروب ” الدولية أن وزراء “أوبك +” توافقوا على ضرورة العمل الجماعي المتسق واحتواء أي تقييمات متباينة لوضع السوق النفطية، مشيرا إلى مرونة التحالف في سياسات الإنتاج وهو ما أبرزته نتائج ندوة أوبك الدولية الأخيرة.
وذكر أن لجنة “أوبك +” الوزارية المعنية بمراقبة الإنتاج ستجتمع مطلع الشهر المقبل حيث تركز باستمرار على مراقبة ديناميكيات السوق واتخاذ أي تدابير ضرورية لدعم سوق النفط الخام.
أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة فيرى أن السوق النفطية أمام أسبوع مقبل حافل ببيانات اقتصادية عالية التأثير، أهمها اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي ستركز على قياس معدل التضخم ومناقشة أفضل السياسات لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لمعالجة التضخم المرتفع.
وأضاف أنه تجري أيضا متابعة تقرير مؤشر أسعار المستهلكين خاصة أن التقرير السابق كشف ضغوطا تضخمية أقل على الاقتصاد الأمريكي، موضحا انه إذا تحقق هذا فقد تتلقى أسعار النفط الخام دفعة أخرى من ضعف الدولار الأمريكي.
وتتفق إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية أن رقعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة استجابت لدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيادة الإنتاج، مشيرة إلى توقعات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة ترجح أن يصل إجمالي إنتاج الولايات المتحدة إلى 12.61 مليون برميل في اليوم في العام الحالي متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 12.32 مليون برميل في اليوم المسجل في 2019.
ولفتت إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام الأمريكي 9 في المائة، على أساس سنوي وهو الأمر الذي يقاوم جهود تحالف “أوبك +” من أجل الحفاظ على الإمدادات النفطية منخفضة في محاولة لتعزيز الاستثمار من خلال رفع الأسعار والتحوط ضد أخطار الركود المحتملة.
وتوقعت أن تتحسن الربحية في رقعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة بفضل انخفاض التكاليف ولا سيما مع انخفاض تكاليف الإنتاج 1 في المائة، على أساس سنوي في الربع الثاني وهي المرة الأولى التي تقلصت فيها تكاليف الإنتاج منذ ثلاثة أعوام.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل أمس، مدعومة بتزايد الأدلة ‏على نقص الإمدادات في الأشهر المقبلة واحتدام الصراع بين روسيا وأوكرانيا الذي ‏من شأنه أن يؤدي لاستمرار تراجع الإمدادات.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.43 دولار أو 1.8 في المائة، لتبلغ عند التسوية 81.07 دولار للبرميل مع مكاسب أسبوعية بنحو 1.2 في المائة. وأنهى خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تعاملاته على ارتفاع 1.42 دولار أو 1.9 في المائة، مرتفعا عند 77.07 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى له منذ 25 نيسان (أبريل). وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 2 في المائة، تقريبا في الأسبوع.
وقال فيل فلين المحلل في برايس فيوتشرز جروب، “بدأت الإمدادات العالمية في ‏التراجع وقد يتسارع ذلك بصورة كبيرة في الأسابيع المقبلة. قد تتأثر الأسعار أيضا ‏بالأخطار المتزايدة للحرب”.‏
من جانب آخر انخفض العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ست هذا الأسبوع. وذكر التقرير الأسبوعي لشركة “بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 669 هذا الأسبوع كما انخفض عدد الحفارات هذا الأسبوع بمقدار 406 حفارات مقارنة بعدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء.
ولفت إلى انخفاض عدد حفارات النفط سبعا هذا الأسبوع إلى 530، بانخفاض 91 حتى الآن في 2023 وانخفض عدد منصات الغاز بمقدار اثنين إلى 131 بفقدان 25 حفار غاز نشط منذ بداية العام كما اكتسبت منصات متنوعة ثلاث منصات الأسبوع الماضي.
وأفاد بانخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار أربع إلى 16 منصة أقل من الفترة نفسها من العام الماضي كما انخفض عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار اثنين وهو الآن أقل بـ13 من هذا الوقت من العام الماضي.
ونوه إلى بقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ثابتة عند 12.3 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 14 تموز (يوليو)، وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميا فقط من بداية العام حيث ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة الآن بمقدار 400 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.