لا أعرف اسما لأخي صلاح غير بوصلوح اسما يحبه ويأنس له، يمر شريط الذكريات منذ كنا «نتداعم» بالقواري بالحوش ومنذ أيام الحبال الأولى إلى أيام «المقصي» و«الشطبطب» في برايح القادسية، ومنذ كشتة البر في «النزهة» إلى أيام «ترمي» السلاحية والبصو في بر العديلية الشرقية ومشرف، إلى سن الشباب وتكون ملامح الشخصية ورحلات البر والبحر التي يعشقها بوصلوح ولم ينقطع عنها موسما واحدا، إلى أن كبرنا و«تشاركنا الفكر والشعر والأصدقاء»، إلى زمن ديوانية الروضة، ثم إلى زمن مخيم «ذي الطعسين»، كان الله سبحانه وتعالى وهبني اثنين من الإخوة اللصيقين بي «طلال وصلاح رحمة الله عليهما» ممن يملكون حضورا طاغيا حيث يتواجدون، أقول ذلك وأنا أعلم أن شهادتي فيهم مجروحة لكن ذلك ما قاله الآخرون في ظهورهم وفي غيابهم، ولك أن تتخيل عندما يثار نقاش بموضوع يشارك فيه الاثنان مع من تواجد من أصحابهم «الألمعيين»، بما لديهم من قدرة فائقة على التعبير بالكلمة عما يجسد خوالج النفس من مشاعر، بما يقربك من الغد قبل أن ينتهي يومك، غبطة بما سمعت من قدرات بشرية على استقبال المعلومة و«إعادتها ملغومة» تستعصي على التعليق، إلى حبه لتسمية الأشياء حين أدخل «الإبل» في عالم الحداثة عندما باع كمبيوتره واشترى الناقة التي أسماها «سيمون»، وإلى كلب الحراسة لبتون، وطائر الكاسكو «عمو بطاطا»، وإلى أن توزع العمر في صحارى الكونكريت.

كان بوصلوح، رحمة الله عليه، لا يحب نفسه بقدر ما أحبه الآخرون، كان ككل الإخوة مباغتين في رحيلهم، لم يمهلونا فرصة التعبير عن «غلاتهم» التي نستعيض عنها بطلب الدعاء منكم، سائلين الله أن يتقبله وصالح أعمالكم.. اللهم ارحم أخي بوصلوح.

شاركها.
اترك تعليقاً