كشف الرئيس كبير الإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو السعودية أمين الناصر أن الشركة تتوقع تحسناً في الطلب العالمي على النفط خلال النصف الثاني من عام 2025، مؤكداً في الوقت ذاته أن أساسيات سوق النفط لا تزال قوية.
وأوضح في مقابلة مع «العربية Business»، أن أعمال الغاز تشهد نمواً ملحوظاً، متوقعاً أن تنمو أعمال الغاز بنسبة 60% بحلول عام 2030، وخير مثال على ذلك مشروع تطوير حقل الجافورة، الذي يمضي وفق الجدول الزمني المحدد.
وقال الناصر: «رغم التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية على المدى القصير، تظل المؤشرات الأساسية لأسواق النفط قوية، بما في ذلك مؤشرات قطاع المصافي وتحسّن هوامش الربحية على المشتقات البترولية مثل البنزين والديزل».
وأشار إلى أن متوسط الطلب تجاوز منذ بداية العام وحتى الآن 105 ملايين برميل يومياً، بحسب تقديرات بيوت الخبرة، مع توقع أن يبلغ الطلب الإجمالي لكامل العام 2025 نحو 105.8 مليون برميل يومياً.
وأضاف: «يظل الطلب في النصف الثاني أعلى بنحو 2% من النصف الأول كما نشهد كل عام. ونتوقع حالياً أن يكون الطلب في النصف الثاني من هذا العام أعلى بأكثر من مليوني برميل يومياً، مدفوعاً باستهلاك وقود النقل، خصوصاً البنزين ووقود الطائرات، ثم البتروكيماويات، وبالتالي نتوقع أن يصل النمو في الطلب خلال عام 2025 إلى ما بين 1.1 و1.3 مليون برميل يومياً، حسب توقعات بيوت الخبرة».
وأشار الناصر إلى أن الطلب لا يزال قوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الاقتصاد الصيني يحقق أداء مستقراً بأرقام نمو تجاوزت 5%. وأضاف: «نلاحظ أيضاً أن ظروف الاقتصاد الكلي العالمي أفضل من المتوقع، كما تتم حالياً إعادة بناء مخزونات النفط التي لا تزال أقل من المتوسط على مدى خمس سنوات».
وعن المركز المالي لشركة أرامكو، أوضح الناصر أن الشركة لا تزال تحتفظ بمركز مالي قوي، خصوصاً في ظل انخفاض مستوى المديونية مقارنة بالقطاع ككل.
وقال: «مركز أرامكو المالي من بين الأكثر تميزاً وقوة في مجالنا، خصوصاً أن نسبة المديونية لدينا بلغت 6.5% في نهاية الربع الثاني، وتُعتبر من بين الأقل على مستوى شركات القطاع عالمياً».
وأضاف: «نحن نرى اهتماماً كبيراً من المستثمرين من جميع أنحاء العالم بالقيمة الفريدة التي تقدمها أرامكو، وقد ظهر ذلك في الطلب القوي على سنداتنا الدولية بقيمة 5 مليارات دولار، والتي تم الاكتتاب فيها بأكثر من المطلوب في جميع الشرائح الثلاث الممتدة لآجال 5 و10 و30 عاماً».
وأشار إلى أن وكالة موديز رفعت التصنيف الائتماني إلى AA3 في نوفمبر من العام الماضي «نستهدف المحافظة على تصنيف ائتماني استثماري قوي عبر مختلف دورات الأعمال».
وأكد الناصر استمرار الشركة في العمل على تعزيز القيمة المضافة وتحقيق النمو في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع الغاز.
وأشار إلى أن أرامكو مستمرة في برنامجها الاستثماري المبني على تعزيز القيمة وتحقيق النمو في جميع قطاعات أعمالها، قائلاً: «لدينا برنامج رأسمالي نشط مع مشاريع ضخمة بقيمة نحو 90 مليار دولار قيد التنفيذ حالياً».
ويعد حقل الجافورة للغاز غير التقليدي أحد أهم مشاريع التطوير من هذا النوع على مستوى العالم، ويتوقع أن يصل إنتاج غاز البيع من الحقل إلى معدل مستدام يبلغ ملياري قدم مكعب قياسي يومياً من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030، بحسب تصريحات الناصر.
وأفاد أن المشروع يحرز تقدماً وفق الجدول الزمني المحدد، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى منه في عام 2025، كما أن أعمال تطوير المرحلة الثانية تمضي أيضاً وفق الجدول الزمني المحدد.
ونوه إلى أن إستراتيجية النمو في أرامكو تشمل قطاعات أخرى أيضاً، قائلاً: «إستراتيجيتنا تشمل أيضاً توظيف التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي، إذ كانت وما زالت أرامكو من الشركات الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي، لثقتنا بأثره الإيجابي على عمليات الشركة، بما في ذلك خفض التكاليف وزيادة الكفاءة».
وأضاف: «نحن في أرامكو دائماً نضع الأولوية لدعم أمن الطاقة، وتوفير أسعار معقولة، وتعزيز الاستدامة في جميع أعمالنا، مع التركيز على النمو وتنويع مصادر الدخل».
أخبار ذات صلة