أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) استحالة استبدال 400 نقطة توزيع كانت تديرها مع آلاف الموظفين بـ4 نقاط عسكرية وصفتها بـ”أقفاص من الأسلاك الشائكة” يديرها بضع عشرات من العسكريين.

وشددت الوكالة الأممية على ضرورة فسح المجال لوكالات الأمم المتحدة لاستئناف نشاطها الإنساني المنسق في قطاع غزة المحاصر.

وفي هذا الإطار، كشف المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا عدنان أبو حسنة عن الفارق الهائل بين النظامين القديم والجديد لتوزيع المساعدات، مشيرا إلى أن الطريقة الحالية تعتمد على إلقاء الشاحنات للمساعدات على الأرض أو الطاولات، مما يؤدي لتدافع الفلسطينيين واندلاع أعمال عنف.

وعلى صعيد متصل، كشفت الأرقام الصادمة عن حصيلة هذه الطريقة العشوائية في التوزيع، حيث يحصل بضعة آلاف فقط على مساعدات غذائية بينما 99% من المتواجدين لا يحصلون على أي شيء.

وتتفاقم الكارثة بإطلاق النار على المدنيين أثناء تجمعهم أو ذهابهم أو عودتهم، مما رفع عدد القتلى إلى نحو 1500 وأكثر من 7 آلاف جريح من الفلسطينيين.

وبالمقارنة مع هذا الوضع المأساوي، أوضح أبو حسنة أن النظام السابق كان يتميز بالتنظيم والفعالية، حيث كانت المساعدات تدخل إلى مخازن الأونروا من المنظمات الأممية مع توفر البيانات والمعلومات وعدد أفراد الأسر والقوى البشرية والقدرات اللوجستية.

وقد مكّن هذا النظام من الوصول لمليوني فلسطيني وتوزيع المواد الغذائية عليهم في 8 أيام فقط خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين.

وفي تحليله لأسباب هذا التدهور، أشار المسؤول الأممي إلى أن إدخال 40 شاحنة يوميا فقط من منطقة كرم أبو سالم وسط مئات الآلاف من الجائعين أو بعض العصابات يعني عمليا حرمان مئات الآلاف من الفلسطينيين من المساعدات.

وأكد أن حالة الجوع مستمرة والمجاعة تنتشر بقسوة مع نقص في كل الاحتياجات الأساسية.

وفيما يتعلق بالدوافع وراء هذا الوضع، لم يجد أبو حسنة تفسيرا سوى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية عندما أعلن أن إسرائيل ستعطي الفلسطينيين “القليل” من المساعدات.

واتهم تل أبيب بالسعي للقضاء على إمكانية مواجهة المجاعة في قطاع غزة من خلال هذا التقييد المتعمد.

الموقف اللوجستي

وعلى الصعيد اللوجستي، فنّد أبو حسنة الحجج الإسرائيلية حول عدم القدرة على إدخال المساعدات، مؤكدا وجود 5 معابر برية بين إسرائيل والقطاع، وأن إسرائيل قادرة على إدخال ألف شاحنة يوميا لو أرادت.

وأشار إلى أن الأونروا لديها آلاف الشاحنات الكافية لإطعام غزة لـ3 أشهر، وأن المنظمات الأممية الأخرى تملك أيضا آلاف الشاحنات.

ومن ناحية أخرى، شدد على ضرورة تنويع الشاحنات لتشمل الوقود والمستلزمات الطبية إضافة للمواد الغذائية، مؤكدا أن المشكلة ليست في القدرة اللوجستية بل في القرار السياسي الإسرائيلي.

وفي مواجهة هذا “التغول” في المهام الإنسانية، أقر أبو حسنة بأن الخيارات محدودة تماما أمام المنظمات المعنية، واصفا المؤسسة الإسرائيلية المسؤولة عن غزة الإنسانية بـ”الفشل الذريع”، وأكد استحالة الاستمرار بهذه الطريقة، داعيا للعودة للنظام الأممي المنسق.

وفي السياق نفسه، أصدرت الأونروا -اليوم- بيانا عبر منصة إكس أكدت فيه أنه “لا يمكن استمرار قتل إسرائيل للفلسطينيين أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم”، واصفة ما يحدث بحرب الإبادة الجماعية والتجويع التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي.

يذكر أن وكالة الأونروا تأسست عام 1950 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد نكبة 1948 وتهجير الفلسطينيين، لتوفر التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والإغاثة الطارئة للاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن وسوريا ولبنان.

شاركها.
اترك تعليقاً