يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد كلمة “سيطرة” بدل “احتلال” في خطته المتعلقة باحتلال قطاع غزة بالكامل، لأن الاحتلال يفرض حضورا عسكريا ميدانيا لفترة طويلة ومنظومة أمنية مهمة.

ويعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أن قواته ستدخل غزة، ولكن إسرائيل لن تحتل القطاع ولن تحكمه، كما يقول العميد حنا.

وقال نتنياهو في مقابلة سابقة مع قناة فوكس نيوز الأميركية إنه لا نية لديه للاحتفاظ بالقطاع وحكمه، وإن إسرائيل تريد تسليمه إلى قوات عربية “لا تهددها”.

وأقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) اليوم الجمعة خطة نتنياهو لفرض السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر سياسية مطلعة -لم تسمها- قولها إن القرار تجنب استخدام كلمة “احتلال” واستعاض عنها بـ”السيطرة”، وذلك للتنصل من مسؤوليته عن حماية الفلسطينيين بموجب القانون الدولي، لكن الصحيفة أقرت بأن الهدف الفعلي هو احتلال القطاع.

وقال العميد حنا في تحليله للمشهد العسكري بغزة إن خطة احتلال غزة بالكامل لن تنفذ اليوم أو غدا، بالنظر إلى حجم الإمكانيات والوسائل التي في حوزة جيش الاحتلال الإسرائيلي والإجراءات التي يتعين عليه اتخاذها، فمثلا استدعاء نحو 200 ألف جندي احتياط يستلزم أشهرا عدة، كما أن إخلاء مدينة غزة من نحو مليون نسمة قد يستغرق حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وفي هذا السياق، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي قولهم إن السيطرة على غزة قد تستغرق 3 أشهر، وبحاجة إلى 3 فرق لوجود عبوات ناسفة.

منظومة أمنية

ويلفت الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي في غزة -لو تحقق له ذلك- يحتاج إلى منظومة أمنية تستلزم بدورها آلية أمنية لفرض الأمن وحفظه، مما يعني أن لكل ألف نسمة يجب أن يكون هناك ما بين 40 ألفا إلى 45 ألف جندي إسرائيلي لحفظ الأمن.

وفي تفسيره أسباب حرص الاحتلال الإسرائيلي على دخول قواته إلى شمال قطاع غزة، قال العميد حنا إن السلطة السياسية في إسرائيل وضعت بعض الأهداف خلال بدء الحرب، أبرزها ما تسميه القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومنعها من العودة لحكم القطاع، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.

ولتحقيق هذه الأهداف وضع الاحتلال الإسرائيلي إستراتيجيات عسكرية بدأ تنفيذها من شمال القطاع ثم محور نتساريم ثم خان يونس ورفح في جنوبي القطاع، وبعد ذلك جاءت عملية “عربات جدعون”، لكن هذه الإستراتيجيات لم تحقق هدفها، وقال العميد حنا إن ما يحدث اليوم هو مرحلة جديدة.

شاركها.
اترك تعليقاً