حذر عدد من القادة والمسؤولين الأوروبيين من العواقب الكارثية للعملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة لاحتلال مدينة غزة، في وقت تواصل فيه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل الدعوات الدولية المتزايدة لوقف الحرب.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب، مع استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط “لن يؤدي سوى إلى كارثة فعلية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

وأضاف ماكرون -في منشور على منصة “إكس”- أن هذه العملية “ستجر المنطقة إلى حرب دائمة”، مشيرا إلى أنه بحث التطورات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

خرق وتجاوز

وفي السياق نفسه، شدد وزير الخارجية الإسباني، في تصريح للجزيرة، على أن “احتلال غزة ليس طريقا للسلام”، معتبرا أن ما يجري يمثل “خرقا واضحا للقانون الدولي”، داعيا إلى وقف إطلاق نار فوري.

أما في إيطاليا، فقد انتقد وزير الخارجية أنطونيو تاياني استمرار نتنياهو في الحرب قائلا إن “الحكومة الإسرائيلية تجاوزت منذ زمن الخط الأحمر المتمثل في رد مشروع ومتناسب على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″.

وأضاف تاياني أن نتنياهو “يتجاهل نصف العالم” برفضه الاستجابة للمطالب الدولية بوقف المذابح في القطاع، مؤكدا أن بلاده ترفض احتلال غزة أو توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وكذلك الهجمات الإسرائيلية التي طالت المسيحيين، مشددا على دعم روما لإقامة دولة فلسطينية، واستعدادها لإرسال قوات تحت مظلة بعثة أممية بقيادة عربية لدعم هذا المسار.

من جانبها، أبدت ألمانيا تحفظها على قرار تل أبيب التصعيد في غزة. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان ماير إن برلين “ترفض تصعيد” الحملة العسكرية، مضيفا أن بلاده تجد “صعوبة متزايدة في فهم كيف ستؤدي هذه الإجراءات إلى إطلاق سراح جميع الأسرى أو إلى وقف إطلاق النار”.

وتأتي هذه المواقف الأوروبية في وقت تستعد فيه إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية داخل مدينة غزة، رغم التحذيرات الأممية والدولية من أن أي هجوم واسع سيضاعف معاناة المدنيين ويدفع المنطقة إلى مزيد من الفوضى والعنف.

كما تأتي في وقت يواصل فيه الوسطاء (مصر وقطر إضافة إلى الولايات المتحدة) الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار وتبادل أسرى في قطاع غزة، عقب تقديم مقترح جديد وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاثنين الماضي، ولم ترد عليه إسرائيل حتى الآن.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، اليوم الأربعاء، بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة، وذلك بعمليات مكثفة في حي الزيتون وجباليا، بعد موافقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس على خطة “عربات جدعون الثانية” للسيطرة على المدينة مستدعيا عشرات آلاف الجنود.

شاركها.
اترك تعليقاً