بدت رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن الهجوم المركب الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- جنوب شرقي مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة) غير مقنعة حتى للداخل الإسرائيلي.

وسربت إحدى القنوات على منصة تليغرام لشخص اسمه أور فيالكوف، ويعرّف نفسه خبيرا مختصا بالشؤون الأمنية والعسكرية، ما قال إنه الفيديو الكامل لانسحاب المسلحين الفلسطينيين بعد الهجوم، متهما صراحة الجيش الإسرائيلي بالتلاعب بالمقطع المصور.

وعند مقارنة التسجيلين، يظهر الفارق في توقيت كل واحد، إذ لا تتعدى مدة ما نشره جيش الاحتلال 23 ثانية، مقابل أكثر من دقيقة ونصف للفيديو الذي نشره فيالكوف.

ولم يكتف فيالكوف بالتشكيك بصحة التسجيل، بل شكك بالرواية التي قدمها الجيش الإسرائيلي، عندما أشار المتحدث باسمه -أثناء عرض التسجيل- إلى أن مسلحا واحدا تم استهدافه أثناء اقترابه من فتحة نفق.

لكن عناصر القسام يظهرون في التسجيل الكامل -الذي لم يتم اقتطاعه حسب فيالكوف- أثناء انسحابهم بهدوء، مؤكدا أن “الفيديو غير المعدل يظهر 8 مسلحين يسيرون بخفة إلى النفق دون ركض، حاملين أسلحتهم معهم، ثم يعودون إلى الفتحة”.

وكان جيش الاحتلال نشر مقطع فيديو قال إنه يوثق “عملية التصدي للهجوم وتصفية عدد من المجموعة المهاجمة، وملاحقة باقي أفراد المجموعة إلى النفق الذي خرجت منه وتصفيتهم”.

وبعد نحو 24 ساعة على عملية القسام في خان يونس، قدم الجيش الإسرائيلي تحقيقا رسميا أظهر معلومات تشي بأن الهجوم تشابه في طريقة تنفيذه مع ما حدث في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى).

وقال الجيش الإسرائيلي في تحقيقه إن مجموعة قوامها 15 عنصرا تولت عملية التنفيذ وانقسمت إلى خلايا، فتولت المجموعة الأولى مهمة إعطاب كاميرات وأبراج المراقبة التي تحيط بالموقع، ونجحت في إخراجها عن العمل.

وبناء على ذلك، نجحت الخلية في الدخول إلى مبنى يستخدمه نائب قائد السرية ويتحصن فيه الجنود دون أن يتم اكتشافهم، ثم بدأ المهاجمون بإطلاق النار والقنابل اليدوية في اشتباك مباشر، ونجح بعضهم في الانسحاب دون إصابة.

وأعلنت كتائب القسام -في بيان عبر تليغرام- أنها تمكنت صباح الأربعاء من “الإغارة على موقع مستحدث للعدو جنوب شرقي خان يونس، بقوة قوامها فصيل مشاة”.

واستهدف مقاتلو القسام الموقع وعددا من دبابات الحراسة من نوع “ميركافا 4″ بعدد من عبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي وقذائف “الياسين 105″، كما استهدفوا عددا من المنازل التي يتحصن بداخلها جنود الاحتلال وتثبيتها بـ6 قذائف مضادة للتحصينات والأفراد ونيران الأسلحة الرشاشة.

ووفق القسام، فإن عددا من مقاتليها اقتحموا المنازل وأجهزوا على عدد من جنود الاحتلال بداخلها من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وتمكنوا أيضا من قنص قائد دبابة “ميركافا 4” وإصابته إصابة قاتلة.

وأكدت أنه وفور وصول قوة الإنقاذ فجّر استشهادي نفسه في الجنود وأوقعهم قتلى وجرحى، مشيرة إلى أن الهجوم استمر ساعات، وأن مقاتليها رصدوا هبوط طائرات مروحية للإجلاء.

شاركها.
اترك تعليقاً