يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق عدة بقطاع غزة مخلفا عشرات الشهداء والمصابين، منهم عدد من منتظري المساعدات، في حين تكثف إسرائيل حشد قواتها مع بدء استجابة جنود الاحتياط لأوامر الاستدعاء تمهيدا لإطلاق هجوم هدفه احتلال مدينة غزة.

وأفادت مصادر بمستشفيي العودة وشهداء الأقصى بسقوط 5 شهداء إثر استهداف إسرائيلي فجر اليوم الأربعاء لخيمة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد طفل وإصابة 8 آخرين بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي استهدف مواطنين كانوا بمحيط المستشفى الأردني جنوبي مدينة غزة أمس الثلاثاء.

وقال مصدر في الإسعاف والطوارئ بغزة إن طائرة مسيّرة إسرائيلية ألقت قنابل حارقة على سيارات إسعاف في عيادة الشيخ رضوان بمدينة غزة، مما أدى إلى احتراق مركبات وخروجها عن الخدمة.

كما قصفت المسيرات الإسرائيلية طواقم الخدمات الطبية والدفاع المدني بقنابل حارقة أثناء محاولتهم إطفاء الحريق.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت فجر اليوم الأربعاء مباني سكنية شمالي مدينة غزة وشمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقد أظهرت صور خاصة وحصرية للجزيرة اللحظات الأولى لتفجير قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 روبوتات مفخخة في حي أبو سكندر شرق حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وكانت مصادر في مستشفيات القطاع أفادت باستشهاد 150 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال أمس الثلاثاء، بينهم 53 في مدينة غزة. وأضافت أن من بين الشهداء 32 من طالبي المساعدات وسط وجنوبي القطاع.

تفاقم المجاعة

في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، استشهاد 13 مواطنا بينهم 3 أطفال جراء المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، وهو أكبر عدد يسجل في يوم واحد منذ بداية حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية.

وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لشهداء التجويع إلى 361 شهيدا، بينهم 130 طفلا. في حين حذرت وزارة الصحة من تسارع تداعيات كارثة التجويع، مشيرة إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية يعوق التعامل مع الأزمة المتفاقمة.

وقد استشهد 185 فلسطينيا جراء التجويع في أغسطس/آب وحده، مع تشديد الحصار الإسرائيلي وتقييد وصول المساعدات.

ووفقا للوزارة أيضا، فقد استشهد 70 شخصا بينهم 12 طفلا منذ إعلان الأمم المتحدة رسميا في 22 أغسطس/آب الماضي انتشار المجاعة بمحافظة غزة، والتحذير من امتدادها إلى دير البلح وخان يونس خلال أسابيع قليلة.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن 43 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، إضافة إلى أكثر من 55 ألف حامل ومرضع يعانين من المشكلة نفسها. كما أشارت إلى أن 67% من الحوامل يعانين من فقر الدم.

وقال المدير العام الدكتور منير البرش -في مقابلة مع الجزيرة- إن غزة تستنزف بالموت البطيء “والمجاعة تحاصر جميع السكان”.

وأضاف “سجلنا اليوم أعلى معدل وفيات بسبب الجوع، والناس يموتون في الشوارع” مشددا على أن غزة تشهد أسوأ الأوضاع الإنسانية منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.

حشود إسرائيلية

ميدانيا، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نحو 40 ألف جندي احتياط سيتوجهون اليوم للوحدات والقواعد ضمن عملية عربات جدعون الثانية.

وأضافت أن نصفهم سيحل محل القوات النظامية في الجبهات والنصف الآخر للمقرات والاستخبارات وسلاح الجو.

وقالت القناة 13 الإسرائيلية، إن تقديرات الجيش تفيد بأن احتلال مدينة غزة قد يستغرق عاما كاملا، مضيفة أن تلك التقديرات تشير إلى احتمال مقتل مئة جندي في العملية.

بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن الحرب في غزة ستتواصل وتتعمق.

وأضاف زامير في كلمة له أمام حشد من جنود الاحتياط الذين بدؤوا بالانخراط في العمليات العسكرية أن الحرب لن تتوقف في غزة قبل إخضاع العدو على حد تعبيره.

في المقابل، نظّمت مجموعة من رافضي الخدمة العسكرية تطلق على نفسها اسم “جنود من أجل المختطفين” فعالية في تل أبيب دعت فيها جنود الاحتياط والجنود النظاميين إلى عدم الالتحاق بالخدمة.

وفي فعالية منفصلة في تل أبيب، نظمها منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين أمام فرع السفارة الأميركية في المدينة، دعا المتحدثون الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى “صناعة التاريخ عبر ضمان الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة لإعادة الرهائن إلى الوطن وإنهاء الحرب”.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 63 ألفا و633 شهيدا على الأقل، و160 ألفا و914 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينيا منهم 130 طفلا.

شاركها.
اترك تعليقاً