بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإصدار أمر تنفيذي اليوم الجمعة 5 أيلول/سبتمبر يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع إلى “وزارة الحرب”، في خطوة تقول الإدارة الأميركية إنها تعكس بشكل أدق مهمة القوات المسلحة.
تفاصيل الأمر التنفيذي المرتقب
بحسب وثيقة نشرت تفاصيلها صحيفة “واشنطن بوست”، فإن إعادة استخدام اسم “وزارة الحرب” ستسهم في “توضيح تركيز هذه الوزارة على المصالح الوطنية، وتوجيه رسالة إلى الخصوم حول استعداد الولايات المتحدة لخوض الحرب لحماية مصالحها”.
الإدارة كانت قد لمّحت إلى هذه الخطوة منذ أسابيع، إذ صرح ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي الشهر الماضي أن الإعلان سيكون “قريبًا جدًا”. كما قال وزير الدفاع بيت هيغستث، في كلمة أمام ضباط جدد بولاية جورجيا الخميس، إن منصبه “قد يحمل لقبًا مختلفًا قليلًا غدًا”.
جدل قانوني وتشريعي
لم يتضح بعد ما إذا كان يمكن للرئيس المضي منفردًا في إعادة التسمية، إذ أن الوزارة أنشأها الكونغرس عام 1789 باسم “وزارة الحرب”، وأي تعديل لاحق لاسمها كان عبر تشريع. وتشير الوثيقة إلى أن الإدارة قد تعتمد “وزارة الحرب” كلقب ثانوي لوزارة الدفاع، مع السماح باستخدام ألقاب مثل “وزير الحرب” و”نائب وزير الحرب” في المراسلات الرسمية والاحتفالات داخل السلطة التنفيذية، من دون تغيير قانوني شامل.
خلفية تاريخية
حملت الوزارة اسم “وزارة الحرب” منذ تأسيسها وحتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين أعيدت تسميتها لفترة قصيرة إلى “المؤسسة العسكرية الوطنية”، قبل أن تُعتمد تسميتها الحالية “وزارة الدفاع” عام 1949.
وفي سابقة أخرى، غيّر ترامب خلال ولايته الأولى عام 2018 اسم “القيادة الأميركية في المحيط الهادئ” إلى “القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”، لتعكس الدور المتنامي للهند في الاستراتيجية الأميركية شرقًا.
تكلفة وإعادة جدل الرموز
أي تغيير رسمي للاسم سيكلف مبالغ مالية ضخمة، إذ أن شعار وزارة الدفاع موجود على مئات المباني والمنشآت حول العالم، إلى جانب الأوراق والمطبوعات الرسمية. وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن كانت قد أنفقت أكثر من 60 مليون دولار لإعادة تسمية القواعد العسكرية التي كانت تكرّم شخصيات من الكونفدرالية. وعند عودة ترامب إلى الحكم، أعاد هيغستث تلك الأسماء القديمة من خلال ربطها بأسماء جنود لهم ألقاب مشابهة.
انتقادات داخلية
واجهت الخطوة انتقادات من خبراء في الشأن العسكري. وقال براد بومان، مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن “التفوق العسكري الأميركي تراجع بينما تسرع الصين في نشر قواتها، وتغيير اسم وزارة الدفاع لن يحل هذه المشكلة”، مضيفا :”ربما من الأفضل إنفاق الأموال على تدريب وتجهيز الجنود بدلًا من تغيير اللوحات والأوراق”.
دوافع شخصية
بحسب مصادر مطلعة، فإن هيغستث – وهو ضابط سابق في الحرس الوطني ومذيع سابق في قناة “فوكس نيوز” – ناقش الفكرة داخليًا منذ آذار/مارس، بعد أن مازحه ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض قائلاً: “أنت تبدو أكثر كوزير حرب”.