دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس الجمعة أوروبا إلى تعويض تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال تدشين أول حاسوب فائق في القارة يمكنه إجراء مليار مليار عملية حسابية في الثانية.

وقال ميرتس في يوليش قرب كولونيا غربي ألمانيا في المركز الذي يضم الحاسوب العملاق الجديد المُسمى “جوبيتر”، إن “الولايات المتحدة والصين تتنافسان بشدة.. في اقتصاد عالمي يُحركه الذكاء الاصطناعي”، لكن ألمانيا وأوروبا “لديهما كل الفرص اللازمة للحاق بالركب”.

ويقع “جوبيتر” في بلدة يوليش غربيّ كولونيا في مركز تناهز مساحته نصف مساحة ملعب كرة قدم، ويضم صفوفا من المعالِجات ونحو 24 ألف شريحة من شركة إنفيديا الأميركية التي تحظى بمكانة كبيرة في قطاع الذكاء الاصطناعي.

ويتمتع جوبيتر بقوة تعادل نحو مليون هاتف ذكي، ويستطيع إجراء كوينتيليون عملية حسابية على الأقل في الثانية، أي مليار مليار، وهو أول حاسوب عملاق فائق السرعة (إكزاسكيل) في القارة العجوز والرابع عالميا، وفقا للبيانات المتوفرة.

وللمقارنة فإن الولايات المتحدة تمتلك حاليا 3 أجهزة من هذا النوع، تتولى تشغيلها كلها وزارة الطاقة.

وتكلّف جوبيتر الذي صنعته مجموعة “أتوس” الفرنسية، ميزانية قدرها 500 مليون يورو (580 مليون دولار)، وتكفّل بتمويله مناصفة كلّ من الاتحاد الأوروبي وألمانيا.

JULICH, GERMANY - SEPTEMBER 5: A part of the first European exascale-class supercomputer is seen at the launch event for the new JUPITER supercomputer at the Julich Research center (Forschungszentrum Juelich) on September 5, 2025 in Julich, Germany. JUPITER is the first in the new exascale series of supercomputers. It is among the fastest supercomputers in the world, capable of one quintillion calculations per second. (Photo by Sascha Schuermann/Getty Images)

وبحسب توماس ليبرت مدير مركز يوليش، فإن جوبيتر يمثل “قفزة نوعية في أداء الحوسبة في أوروبا”، مضيفا أن الجهاز أقوى بعشرين مرة من أي حاسوب آخر في ألمانيا.

وقال إن جوبيتر هو أول حاسوب عملاق فائق السرعة يمكن اعتباره منافسا على المستوى العالمي في مجال تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في أوروبا المتأخرة عن الولايات المتحدة والصين في هذا القطاع.

Jupiter, Nvidia's new high-performance computer, during its ceremonial launch, marking the start of operations for the first European supercomputer of the exascale class, at Juelich research centre, in Juelich, Germany, September 5, 2025. REUTERS/Jana Rodenbusch

وفقا لتقرير صادر عن جامعة ستانفورد هذه السنة، فإن المؤسسات الأميركية أنتجت 40 نموذجا “بارزا” – أي شديد التأثير- للذكاء الاصطناعي عام 2024، مقارنة بـ15 نموذجا أنتجتها الصين و3 فقط لأوروبا.

وإلى جانب الذكاء الاصطناعي، فإن استخدامات الحاسوب جوبيتر متنوعة بدءا من إصدار توقعات مناخية أكثر تفصيلا تُساعد في التنبؤ بالظواهر الجوية المتطرفة كموجات الحر، وصولا إلى الأبحاث والدراسات الطبية وتلك المتعلقة بالتحول في مجال الطاقة كتحسين تصاميم توربينات الرياح.

وفي مجال الرعاية الصحية، يُمكن استخدام جوبيتر لمحاكاة عمليات الدماغ بشكل أكثر واقعية لتطوير أدوية لعلاج أمراض مثل ألزهايمر.

وأوضح إيمانويل لورو رئيس قسم الحوسبة المتقدمة في “أتوس” أن لدى جوبيتر “القوة الكبرى في العالم اليوم بين أجهزة الحاسوب التي تتيح إجراء حسابات”.

شاركها.
اترك تعليقاً