«عجوة المدينة» ليست مجرد تمرة فهي جزء لا يتجزأ من التراث الديني والثقافي للمدينة المنورة. تجمع بين القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية، وتتمتع بمكانة روحية فريدة تجعلها محط اهتمام الملايين حول العالم.

وفي أول مزاد خيري للتمور اشترى أمير منطقة ⁧‫المدينة المنورة الأمير سلمان بن سلطان⁩ عجوة المدينة بـ20 ألف ريال لدعم الأعمال الخيرية ودعم المزارعين ودعم تمور المدينة المنورة، جاء ذلك خلال رعايته فعاليات ملتقى «ذات نخل» للتمور الفاخرة، الذي يجمع الخبراء والمختصين والمزارعين والمنتجين، لتبادل الخبرات واستعراض أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع التمور.

وأكد الأمير سلمان بن سلطان⁩ أن قطاع النخيل والتمور يُعَدّ أحد المرتكزات الإستراتيجية للاقتصاد الوطني، لما يحظى به من دعمٍ ورعايةٍ كريمة من القيادة، موضحاً أن هذا الاهتمام أسهم في تعزيز تنافسية التمور ورفع حضورها في الأسواق العالمية، فضلاً عن دورها المحوري في الاقتصاد المحلي، جاء ذلك خلال تدشينه سوق المدينة المركزي للتمور في مدينة الغذاء، الذي أُنشئت مرحلتُه الأولى على مساحةٍ تتجاوز 37 ألف مترٍ مربع، ضمن مشاريع الاستثمارات البلدية بالمنطقة.

وتعتبر «عجوة المدينة» من أشهر وأفخر أنواع التمور في العالم، وتتميز بمكانة خاصة في قلوب المسلمين لارتباطها الوثيق بالسيرة النبوية. تُعرف هذه التمرة بفوائدها الصحية والروحانية، وتعد رمزاً للبركة والشفاء، وذُكرت «عجوة المدينة» في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. من أشهر هذه الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تصبّح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر».

وترجع زراعة «عجوة المدينة» إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوارثتها الأجيال حتى يومنا هذا. ويُعتقد أن نخلة العجوة كانت من أول أنواع النخيل التي زُرعت في المدينة المنورة. وتتميز تمرة العجوة بشكلها الدائري ولونها الداكن الذي يميل إلى السواد، مع وجود تعرجات مميزة على سطحها. كما تتميز بمذاقها الغني وقوامها الناعم وهي مصدر طبيعي غني بالسكريات الأحادية مثل الجلوكوز والفركتوز، ما يجعلها مصدراً ممتازاً للطاقة السريعة. كما تحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل البوتاسيوم. وتُزرع العجوة بشكل أساسي في منطقة المدينة المنورة، وتحديداً في المناطق القريبة من المسجد النبوي الشريف مثل منطقة العالية.

ويقوم المزارعون بالعناية بنخيل العجوة بشكل دقيق، من خلال عمليات التلقيح والتخفيف من كثافة الثمار، وأحياناً تغطية العذوق للحفاظ على جودة التمر وزيادة لونه الداكن.

وتُصنف تمور العجوة إلى درجات متفاوتة بناءً على الحجم والجودة، ويُعد الحجم الأكبر هو الأكثر تميزاً.

ويزداد الطلب على تمر العجوة بشكل خاص في المواسم الدينية مثل شهر رمضان وموسم الحج، ويحرص الزوار على شرائها كهدايا تذكارية مباركة.

وتعد محلات بيع التمور في المدينة المنورة وجهة رئيسية للسياح والزوار، وتُعرض فيها أنواع العجوة الفاخرة بطرق جذابة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً