في تقريره الأخير، أشار المركز الوطني للأرصاد إلى استمرار هطول الأمطار الرعدية المتوسطة إلى الغزيرة في مناطق جازان، عسير، الباحة، ومكة المكرمة. هذه الأمطار قد تؤدي إلى جريان السيول، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية في تلك المناطق بسبب تعطيل الحركة المرورية والتأثير على البنية التحتية.

تأثير الأحوال الجوية على الاقتصاد المحلي

إن هطول الأمطار بغزارة قد يؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات الصيانة والإصلاح للبنية التحتية المتضررة، مما يساهم في تنشيط قطاع الخدمات. ومع ذلك، فإن تأثيرات السيول قد تكون سلبية على القطاع الزراعي حيث يمكن أن تتسبب في إتلاف المحاصيل أو تأخير عمليات الحصاد.

على الجانب الآخر، فإن توقعات تكوّن الضباب في المنطقة الشرقية قد تؤثر على حركة النقل الجوي والبحري. هذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى تأخيرات في الشحنات التجارية وزيادة تكاليف النقل اللوجستي للشركات العاملة في هذه القطاعات.

حركة الرياح وتأثيرها على البحر الأحمر والخليج العربي

أوضح التقرير أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر تتراوح بين 20 – 42 كم/ساعة وقد تصل إلى 50 كم/ساعة مع تشكّل السحب الرعدية الممطرة. ارتفاع الموج يصل إلى مترين ونصف مما يجعل حالة البحر تتراوح بين خفيف ومتوسط الموج وصولاً إلى مائج.

هذه الظروف الجوية قد تؤثر بشكل كبير على عمليات الصيد والنقل البحري في المنطقة الجنوبية من البحر الأحمر. الشركات العاملة في هذه المجالات قد تواجه تحديات لوجستية إضافية نتيجة لهذه الأحوال الجوية غير المستقرة.

أما بالنسبة للخليج العربي، فإن حركة الرياح تتراوح بين شمالية غربية وغربية بسرعة 12 – 35 كم/ساعة مع ارتفاع موج يصل إلى متر ونصف. هذه الظروف تعتبر أقل حدة مقارنة بالبحر الأحمر ولكنها لا تزال تستدعي الحذر خاصة بالنسبة للسفن الصغيرة وقوارب الصيد.

التوقعات المستقبلية والسياق الاقتصادي العالمي

التغيرات المناخية تلعب دورًا متزايد الأهمية في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي والمحلي. إن تكرار الأحداث المناخية القاسية مثل السيول والأمطار الغزيرة يعزز من الحاجة للاستثمار في بنى تحتية أكثر مرونة وقدرة على التحمل.

على المستوى العالمي، يمكن أن تؤدي مثل هذه الظواهر الجوية المتطرفة إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية وزيادة تكاليف التأمين ضد الكوارث الطبيعية. الشركات التي تعتمد بشكل كبير على المواد الخام المستوردة أو الأسواق الخارجية قد تواجه تحديات إضافية نتيجة لهذه الاضطرابات.

استراتيجيات التكيف والاستجابة

الحكومات والشركات بحاجة لتطوير استراتيجيات فعالة للتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة. الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية يعتبران من الحلول الممكنة لتخفيف الآثار السلبية لهذه الظواهر الجوية.

في الختام, بينما تستمر الأحوال الجوية غير المستقرة بالتأثير المباشر وغير المباشر على الأنشطة الاقتصادية المحلية والعالمية، يبقى التركيز منصبًا نحو تحسين الاستعداد والتكيف مع هذه الظروف لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتخفيف المخاطر المرتبطة بها.

The post توقعات بأمطار رعدية في مناطق المملكة العربية السعودية appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً