إعادة رفات الجنود الصينيين: خطوة إنسانية نحو التصالح

في بادرة تعكس جهودًا مستمرة للتصالح مع الماضي، قامت كوريا الجنوبية بإعادة رفات 30 جنديًا من متطوعي الجيش الشعبي الصيني الذين قُتلوا خلال حرب كوريا (1950-1953) إلى جمهورية الصين الشعبية. هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون بين البلدين رغم التوترات التاريخية الناتجة عن النزاع الذي لا يزال يلقي بظلاله على شبه الجزيرة الكورية حتى اليوم.

مراسم رسمية تعبر عن الاحترام والتعاون

أقيمت الاحتفالية الرسمية في مطار إنتشون الدولي بسيول، حيث أشرف مسؤولون كوريون وصينيون على نقل التوابيت المغطاة بالعلم الصيني إلى طائرة نقل عسكرية من طراز Y-20. ورافقت الطائرة أربع طائرات مقاتلة من طراز J-20 أثناء دخولها المجال الجوي الصيني، في عرض يعبر عن الشرف الوطني والاحترام المتبادل بين البلدين.

وصلت رفات الجنود إلى مطار تاوشيان الدولي في شنيانغ بمقاطعة لياونينغ، حيث استقبلها عدد كبير من العائلات والمسؤولين وسط مشاعر من الحزن والامتنان. ووصف مسؤول صيني المشهد بأنه عودة الضحايا أخيرًا إلى أرض الوطن ليستريحوا في سلام بعد عقود من الغياب.

اتفاقية إعادة الرفات: تاريخ من التعاون الإنساني

تأتي إعادة الرفات ضمن اتفاقية وقعتها كوريا الجنوبية والصين في عام 2014، تهدف إلى إعادة رفات الجنود الصينيين الذين دفنوا في مقابر جماعية على الأراضي الكورية الجنوبية بعد الحرب. ومنذ توقيع الاتفاقية، تمت إعادة أكثر من 1011 رفاتاً صينياً، بما في ذلك 88 رفاتاً في عام 2022.

ورغم أن التوترات السياسية حالت دون إقامة مراسم رسمية كاملة في السنوات الأخيرة، إلا أن العملية الحالية تمت دون احتفالية كبيرة مع التركيز على الجانب الإنساني. وفقًا لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية، تم حفر هذه الرفات من مواقع مثل إنجي وهونغسونغ وتم التحقق منها جزئيًا عبر التحاليل العلمية للزي العسكري والذخيرة.

خلفية تاريخية: أزمة الحرب الكورية

اندلعت حرب كوريا في 25 يونيو 1950 عندما غزت كوريا الشمالية بدعم من الاتحاد السوفييتي والصين شبه الجزيرة الكورية بهدف توحيد البلاد تحت حكم شيوعي. كانت كوريا مقسمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بين الشمال المدعوم سوفيتيًا والجنوب المدعوم أمريكيًا.

استمرت الحرب حتى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في يوليو 1953 والذي أدى إلى تقسيم شبه الجزيرة عند خط العرض 38 شمالي بشكل دائم تقريبًا كما كان قبل الحرب. ورغم انتهاء القتال الفعلي إلا أن السلام الدائم لم يتحقق بعد بين الطرفين.

التوازن الاستراتيجي والدبلوماسية السعودية

المملكة العربية السعودية تتابع مثل هذه التطورات بعناية نظرًا لأهمية الاستقرار الإقليمي والدولي وتأثيره على الأمن العالمي. وتدعم المملكة الجهود الدبلوماسية التي تسعى لتحقيق السلام والاستقرار عبر الحوار والتفاهم المتبادل بين الدول المعنية.

The post كوريا الجنوبية تعيد رفات 30 جندياً صينياً بعد 72 عاماً appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً