المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين يرشح 15 مشروعاً مبتكراً لجوائز العمارة الجديدة

كشف المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين «ريبا»، اليوم (الثلاثاء)، أسماء المشاريع الـ15 المرشحة لجائزته الأولى في الشرق الأوسط، والتي تركز على أكثر المشاريع المعمارية الجديدة إبداعًا على الصعيد الاجتماعي في دول مجلس التعاون الخليجي.

تتنوع المشاريع المرشحة للجائزة بين أول مسجد مخصص للنساء في العالم الإسلامي، ومبادرة طموحة لتحويل مطار سعودي سابق إلى أكبر حديقة حضرية في العالم، لتبرز كيف تعيد المنطقة صياغة مستقبلها.

وتشمل هذه المشاريع جهود الحفاظ على أحد أكثر المحميات الطبيعية تنوعًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مركز تجارب صُمّم على الطراز النجدي الأصيل، ما يعكس عمارة ترتكز على الابتكار والاستدامة والهوية الثقافية.

وسيُعلن عن الفائز بالجائزة خلال أسبوع دبي للتصميم في 5 نوفمبر 2025، تليها فعالية مخصصة في السابع من الشهر نفسه.

تشمل القائمة المرشحة أربع دول هي: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر، ومملكة البحرين، وتجمع بين معماريين إقليميين ودوليين من دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وسنغافورة واليابان.

وتعرض المشاريع مجموعة متنوعة من المبادرات، بدءاً من المعالم الحضرية التي تغيّر وجه الحياة في المدينة، وصولاً إلى الحلول المبتكرة لمواجهة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وإعادة توظيف المباني التاريخية، ووجهات ثقافية جديدة وجريئة، إذ تُظهر هذه المشاريع أثر التصميم المعماري في معالجة تحديات واقعية وابتكار مساحات أكثر استدامة وشمولية لمجتمعاتها.

تصميمات صديقة للمناخ

تتجلّى في المشاريع المرشحة حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التنوع البيولوجي والتغير المناخي والحفاظ على البيئة. من أبرز الأمثلة: محمية خور كلباء للسلاحف والحياة البرية من تصميم «هوبكنز للعمارة» في القُرم، والتي تتكوّن من مجموعة أجنحة مستديرة تدعم إعادة تأهيل السلاحف والطيور المهددة بالانقراض، وبيت شاي (Arabi-AN) المصنوع من مخلفات الطعام من تصميم «ميتسوبيشي جيشو ديزاين» في دبي، وهو أول مبنى في العالم يستخدم أوراق الشاي والفواكه المجففة لتنشئ مساحات صديقة للبيئة، قابلة للتحلّل والتفكيك، ومركز حديقة بحيص الجيولوجية من تصميم «هوبكنز للعمارة» في سهل المدام، الذي يتألف من خمس كبسولات مترابطة مستوحاة من قنافذ البحر المتحجرة، ليتيح للزوار التواصل مع المناظر الطبيعية القديمة والمقابر التاريخية في المنطقة. وفي الرياض، تُعدّ حديقة الملك سلمان من تصميم «جيربر أركيتكتن»، و«بورو هابولد»، و«سيتك»، مشروعاً طموحاً لإعادة تأهيل موقع مطار سابق وتحويله إلى واحة خضراء بمساحة 16.7 كم² في قلب المدينة، مع التركيز على تجديد التربة الصحراوية، والاستخدام المستدام للمياه، وزراعة نباتات مقاومة لتقلبات المناخ.

مساحات تُعطي الأولوية للإنسان

تُسلط الضوء على التصميمات المعمارية التي تركز على صنع بيئات شاملة وذات أثر اجتماعي واضح. من بين أبرز الأمثلة: المجادِلة: مركز ومسجد للمرأة من تصميم «ديلر سكوفيديو + رينفرو» في الدوحة، أول مسجد نسائي عصري في العالم الإسلامي، يتميز بسقف متموج يحوي أكثر من 5000 فتحة توزّع الضوء الطبيعي لخلق أجواء هادئة، ومركز جعفر- كلية دبي من تصميم «غودوين أوستن جونسون» في دبي، مركز تعليم مرن يعتمد على نهج (STEM) ويركّز على ضوء النهار والصوتيات والاستدامة، ومركز وادي صفار من تصميم «دار العمران – راسم بدران» في الرياض، وهو بوابة ثقافية لتطوير وادي صفار، تقدم تجارب معاصرة تفاعلية تبرز التراث والبيئة وأهداف رؤية 2030.

استمرارية الهوية الثقافية

تعيد عدة مشاريع تصور التراث بطريقة تلائم روح العصر الحديث. ففي الشارقة، يحوّل مشروع جناح السراي، بيت خالد بن إبراهيم من تصميم «آناركتيكت» منزلين من خمسينيات القرن الماضي -كانا مُلكاً لتاجر لؤلؤ- إلى فندق فاخر صغير، محافظا على الهوية الثقافية مع لمسة عصرية. أما في الرياض، يستلهم مركز وادي صفار من تصميم «دار العمران – راسم بدران» عناصر العمارة النجدية التقليدية، من أفنية ومساحات داخلية وتنسيق الأرض، ليوازن بين الأصالة والاستدامة البيئية.

وبهذه المناسبة، علق كيرم جنكيز، رئيس لجنة التحكيم لجوائز الشرق الأوسط، قائلاً:

«تمثل المشاريع المرشحة من الشرق الأوسط انعكاساً حياً لمنطقة تعيش نهضة معمارية، فتنعكس هويتها الثقافية الحاضرة على التصاميم المعاصرة. فمن إعادة ابتكار الأشكال التقليدية إلى التدخلات الحضرية الجريئة والمساحات المصممة التي تلبي احتياجات المجتمع، تُظهر هذه المشاريع قدرة المنطقة على الجمع بين الابتكار والحفاظ على التراث، سواء من خلال اختيار المواد، أو اتساع المساحات، أو مراعاة المناخ، فيروي كل مشروع قصة المكان ومجتمعه. وتشكل هذه الأعمال لغة معمارية جديدة للشرق الأوسط، قائمة على التراث ومتطلعة نحو المستقبل، مشاريع مبتكَرة ومؤثرة».

من جانبه، قال كريس ويليامسون، رئيس المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين:

«تُظهر المشاريع المرشحة كيفية تطور العمارة في الشرق الأوسط بروح طموحة وحساسة وهادفة. فما يميزها ليس فقط جودة التصميم، بل اختلاف أساليبها كذلك، فبعضها يستلهم تصاميمه من التراث، بينما تبتكر أخرى حلولاً معاصرة وجريئة».

وأضاف: «في ظل التحديات الاجتماعية والبيئية، تبرز هذه المشاريع بإبداعها واستدامتها وتركيزها على الإنسان، وتُظهر كيف تدعم العمارة المجتمعات، وتستجيب لواقع المناخ، وتخلق أماكن تثري الحياة اليومية. وهذه الجوائز تهدف إلى تكريم هذا الطموح ومشاركته على الصعيد الدولي».

ورُشحت المشاريع ضمن مجموعة واسعة من الفئات، تشمل: إعادة توظيف المباني، والتصميم المرتبط بجودة الحياة، والمشاريع المستقبلية، ومشاريع من إعداد أعضاء المعهد، والعمارة ذات الأثر الاجتماعي، والاستدامة والقدرة على التكيف، والعمارة المؤقتة. ومن اللافت أن فئتي المشاريع المستقبلية والعمارة المؤقتة تُطرحان لأول مرة، مما يعكس التحولات في الأولويات وتطور أساليب تصميم العمارة لتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً