بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
واصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين الفرار من مدينة غزة وشمال القطاع، في ظل استمرار الضربات الجوية اليومية وتقدم القوات الإسرائيلية في هجوم بري جديد أُطلق الثلاثاء الماضي، وسط تقارير أممية تفيد بأن نحو 250 ألف مدني اضطروا لمغادرة منازلهم خلال الأيام القليلة الماضية.
وأظهرت مشاهد ميدانية طوابير لا تنتهي من السيارات والمشاة، يحاولون التوجه جنوبًا بحثًا عن ملاذ آمن، في رحلات تستغرق لأكثر من يوم كامل بسبب الازدحام الشديد وتدمير الطرق وانعدام البنية التحتية. ولم تُعرف بعد وجهات النزوح النهائية، في ظل تقييد الحركة وانعدام الخدمات الأساسية في معظم مناطق القطاع.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الهجوم البري الإسرائيلي الجديد في قلب مدينة غزة — الأكبر في القطاع أدى إلى نزوح جماعي غير مسبوق، فيما لا يزال مئات الآلاف عالقين داخل المدينة، التي تحوّلت إلى أنقاض بعد ما يقرب من عامين من القصف والحصار، ويعاني سكانها من مجاعة مُعلنة رسميًا من قبل خبراء الأمم المتحدة.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد عسكري يُعقّد أي مسار محتمل لوقف إطلاق النار، ويُرجّح أن يُبعد فرص التوصل إلى هدنة في المدى المنظور، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية.
واندلعت الحرب الحالية في 7 أكتوبر 2023، حين شنّت فصائل فلسطينية بقيادة حركة حماس هجومًا مسلّحًا على جنوب إسرائيل. أسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم مدنيون، واختطاف 251 آخرين. ولا يزال 48 رهينة محتجزين في قطاع غزة، بحسب التقديرات الإسرائيلية، التي ترجّح أن أقل من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى الفلسطينيين تجاوزت 65 ألف شخص منذ بدء الحرب، بينهم نساء وأطفال ومسنون. كما دُمّر نحو 90% من المباني السكنية والبنية التحتية في القطاع، فيما نزح حوالي 90% من السكانـ والذي يقدر عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، في واحدة من أشد الأزمات الإنسانية حدةً في العصر الحديث.
وفي تقييم رسمي، أكد خبراء تابعون للأمم المتحدة في مجال الأمن الغذائي أن مدينة غزة تعيش حاليًا حالة مجاعة معلنة، مع شبه انقطاع تام للغذاء والماء والكهرباء والرعاية الطبية، في ظل انهيار شامل للخدمات الأساسية.