بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

تجمّع الآلاف في ملعب “ستيت فارم” بمدينة غلينديل بولاية أريزونا، الأحد، لحضور مراسم تأبين عام ضخمة للناشط اليميني الشاب تشارلي كيرك، الذي قُتل برصاصة في رأسه أثناء إلقاء كلمة أمام طلاب جامعة يوتا فالي في 10 أيلول سبتمبر الجاري.

وستشهدت المراسم حضوراً رفيع المستوى، يشمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائبه جي. دي. فانس، بالإضافة إلى إريكا كيرك أرملة القتيل، في مؤشر على المكانة الاستثنائية التي احتلها كيرك داخل حركة “اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً” (MAGA)، وتأثيره الممتد على قاعدة الحزب الجمهوري الشبابية.

وستقام المراسم في ملعب يتسع لـ63 ألف متفرج – وهو المقر الرئيسي لفريق أريزونا كاردينالز، وأيضاً المسرح الذي أطلقت منه المغنية تايلور سويفت جولتها العالمية “إيراز”.

وفرضت السلطات الأمنية، بقيادة الخدمة السرية الأمريكية، طوقاً أمنياً مشدداً وصف بأنه “على مستوى أمن مباراة السوبر بول”.

وفي تطور أمني مثير، أعلنت السلطات توقيف رجل مسلح بمسدس وسكين داخل الملعب، السبت، قبل ساعات من بدء التأبين. وكان الرجل يحمل وثائق أمنية سابقة، وزعم أنه يعمل ضمن فريق أمن خاص لضيف لم يُكشف عنه.

وأكدت منظمة “تيرنينغ بوينت يو إس إيه” – التي أسسها كيرك – أن الرجل كان يقوم بـ”إجراءات أمنية استباقية”، لكن دون تنسيق مع الخدمة السرية أو المنظمة، مشيرة إلى أنه لا يُعتقد أنه كان ينوي “فعل أي شيء خبيث”.

جريمة هزّت أمريكا

تُعدّ وفاة كيرك – البالغ من العمر 31 عاماً – واحدة من أكثر الجرائم السياسية إثارة للجدل في الولايات المتحدة خلال العقد الأخير. فقد أُطلق عليه النار في وضح النهار أمام حشد من 3000 طالب، في المحطة الأولى من جولته الوطنية “العودة الأمريكية”، التي كان يهدف من خلالها لحشد الشباب المحافظين في الجامعات.

واتهمت النيابة العامة تايلر روبنسون (22 عاماً) بارتكاب جريمة “قتل عمد مشدد”، وأعلنت نيتها المطالبة بعقوبة الإعدام. وقال المدّعون إن الدافع وراء الجريمة هو “اشمئزاز شخصي” من خطاب كيرك الذي وصفه المشتبه به بأنه “خطاب كراهية”. لكن شبكة NBC، نقلاً عن مصادر مطلعة على التحقيق، أكدت السبت أن السلطات الفيدرالية لم تجد أي صلة بين روبنسون وبين جماعات يسارية، رغم التهديدات المتكررة من إدارة ترامب بتشديد الإجراءات على اليسار بعد الحادثة. 

حملة انتقامية ضد المعارضين

في أعقاب الجريمة، تصاعدت حملات الانتقام من شخصيات ومؤسسات انتقدت كيرك أو سخرت منه. وطالت هذه الحملة معلمين وطلاباً وصحفيين، وحتى مقدم البرامج الكوميدية جيمي كيميل، حيث تم فصل بعضهم أو تعليق عملهم أو معاقبتهم بسبب تعليقاتهم.

ووصف دعاة حرية التعبير وعلماء الديمقراطية هذه الإجراءات بأنها “رقابة حكومية مقنّعة”، ورأوا فيها تناقضاً صارخاً مع حملات كيرك السابقة ضد “ثقافة الإلغاء”. 

علاقة وثيقة مع ترامب

يُظهر حجم التأبين ومستوى الحضور الرسمي مدى العلاقة الشخصية التي جمعت كيرك بترامب وعائلته. فبعد وفاته، سافر نائب الرئيس فانس شخصياً إلى يوتا لمرافقة نعش كيرك على متن الطائرة الرئاسية الثانية “إير فورس تو” إلى فينيكس. كما كان كيرك من الحضور الدائمين في نادي مار-أ-لاغو بعد انتخابات 2024، وكان له مقعد مرموق في حفل تنصيب ترامب الثاني في يناير الماضي. 

إرث منظمة

أسس كيرك منظمة “تيرنينغ بوينت يو إس إيه” عام 2012 وهو في الثامنة عشرة من عمره، بهدف تنظيم الشباب المحافظين. وعلى مدى 13 عاماً، نما المشروع ليصبح قوة مؤثرة في الجامعات والمدارس الثانوية ومنصات التواصل، حيث جمع ملايين المتابعين وبنى شبكة نشطاء تمتد في كل ولاية أمريكية.

وفي خطوة تُكرّس استمرارية المشروع، أعلن مجلس إدارة المنظمة الخميس الماضي أن إريكا كيرك انتُخبت بالإجماع خلفاً لزوجها، لتتولى منصبي المديرة التنفيذية ورئيسة مجلس الإدارة.

شاركها.
اترك تعليقاً