بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة واقعًا إنسانيًا مترديًا، إذ يتنقلون بين مناطق النزوح بحثًا عن أمان غائب، وسط شح حاد في الغذاء والمياه، وانهيار كامل للخدمات الأساسية.
وأجبرت أوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة أكثر من 300 ألف شخص على مغادرة منازلهم في مدينة غزة وشمال القطاع، والانتقال إلى مناطق في وسط وجنوب غزة، حيث تفتقر الملاجئ المعدة لاستقبالهم إلى الحد الأدنى من البنية التحتية والخدمات الأساسية.
“جئنا لنجد المزيد من المعاناة”
مازيونة الكفارنة، نازحة من بلدة بيت حانون شمال القطاع، قالت من مخيم عشوائي في وسط غزة: “جئنا إلى هنا لنجد المزيد من المعاناة. لم يعطونا خيامًا، وليس لدينا قماش مشمع. لم يعطونا أي شيء”.
وأضافت بمرارة: “لا أحد يهتم بنا، لا البلدان ولا الناس. إنهم جميعًا يأكلون ويشربون، بينما نحن المنكوبون هنا”.
وأعربت الكفارنة عن خشيتها من تفاقم الأوضاع مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل غياب أي وسائل للحماية من البرد أو الأمطار.
ثماني مرات نزوح… وفرن طيني لتأمين الخبز
من جهتها، أم يوسف معروف، أوضحت أنها نزحت ثماني مرات منذ 7 أكتوبر 2023، واضطرت إلى بناء فرن طيني مؤقت لخبز الخبز وتأمين قوت عائلتها، رغم معاناتها من التهاب الكبد.
وأضافت: “حياتنا كلها مشقة ومعاناة. لا أمان ولا استقرار. نحن نكافح في هذه الحياة المريرة التي كتبها الله علينا، كما ترون، للحصول على خبزنا اليومي”.
المشي لمسافة كيلومتر للحصول على الماء
الوضع لا يختلف بالنسبة لبقية النازحين، إذ يضطر الكثيرون إلى المشي مسافة كيلومتر واحد على الأقل خارج المخيمات للوصول إلى مصدر مياه الشرب — وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات العدد المتزايد من الوافدين.
وتؤكد شهادات السكان أن المياه غير متوفرة بانتظام، وأن الكميات الموزعة لا تغطي حتى الحد الأدنى من الاستهلاك اليومي.
رائدة عليان (53 عامًا) قالت: “لا يوجد ماء ولا طعام. نحن متعبون بعد ما يقرب من عامين من الحرب. لم يقتلونا ولم يخففوا عنا. كل هذا من أجل لا شيء”.
تحذيرات دولية
وبحسب تقديرات وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، ما زال نحو 700 ألف شخص عالقين في مدينة غزة، رغم التحذيرات المتكررة من تدهور الأوضاع.
وأكدت منظمة دولية مختصة بأزمات الجوع، الشهر الماضي، أن الحصار الإسرائيلي والهجوم العسكري المستمر دفعا المدينة بالفعل إلى حالة مجاعة.