نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكية (CSIS)، دراسة جديدة بعنوان «الإرهاب الأيسر والعنف السياسي في الولايات المتحدة: ما تخبرنا به البيانات»، تكشف تحولاً جذرياً في مشهد الإرهاب الداخلي الأمريكي.

تفوق لليسار المتطرف في أمريكا

ووفقاً للبيانات التي جمعتها الدراسة، التي غطت 750 هجوماً ومخططاً إرهابياً داخلياً منذ 1 يناير 1994 حتى 4 يوليو 2025، فإن هجمات اليسار المتطرف قد فاقت هجمات اليمين المتطرف لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود في النصف الأول من عام 2025.

دور سياسات ترمب

وبحسب موقع «أكسيوس» يُعزى هذا التحول إلى سياسات الرئيس دونالد ترمب بعد توليه المنصب في يناير 2025، التي خففت من شكاوى اليمين المتطرف (مثل معارضة الإجهاض والهجرة) بينما زادت من غضب اليسار المتطرف، مما أدى إلى انخفاض حاد في العنف اليميني وارتفاع في العنف الأيسر.

تاريخياً، كان العنف اليميني أكثر تكراراً وفتكاً، إذ ارتفع منذ 2016 مع صعود ترمب، لكنه انخفض بشكل دراماتيكي في النصف الأول من 2025، مع تسجيل هجوم يميني واحد فقط (هجوم في مينيسوتا في 14 يونيو أسفر عن مقتل ممثلة في الولاية ميليسا هورتمان وزوجها، وإصابة سناتور جون هوفمان وزوجته).

2025 أكثر السنوات عنفاً لليسار

في المقابل، سجل اليسار المتطرف 5 هجمات أو مخططات على الأقل في النصف الأول من العام، بما في ذلك اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك في يوليو 2025، مما يجعل 2025 أكثر السنوات عنفاً لليسار منذ أكثر من 30 عاماً.

ومع ذلك، يظل العنف السياسي نادراً ومعارضاً من قبل غالبية الأمريكيين، إذ يدعم أقل من 4% من الشعب العنف الحزبي مثل الاعتداء أو الحرق أو القتل، رغم الاعتقادات المبالغ فيها بأن الخصوم السياسيين أكثر ميلاً للعنف (45.5% من الديمقراطيين يعتقدون أن 42% من الجمهوريين يدعمون القتل الحزبي، والعكس صحيح).

وأشارت أرقام الدراسة، إلى أنه منذ 1994 إلى 2025 كان الإرهاب اليميني يمثل غالبية الهجمات، لكن اليساري ارتفع من مستويات منخفضة جداً في العقد الأخير، خصوصاً ضد الحكومة والشرطة.

اغتيال كيرك يزيد الغضب تجاه اليسار

ورداً على اغتيال كيرك، أصدر ترمب أمراً تنفيذياً يُصنف «أنتيفا» (حركة يسارية لا مركزية) «منظمة إرهاب داخلي»، رغم عدم وجود روابط معروفة بين المهاجم والحركة.

كما وعد بتحقيق في تمويل الاحتجاجات العنيفة من قبل مجموعات ليبرالية ومتبرعين تقدميين، بما في ذلك المليارديرات جورج سوروس وريد هوفمان.

وحذّر دانيال بايمان، المؤلف الرئيسي للدراسة، من أن البيانات «لا يجب أن تُستخدم كذريعة لقمع المنظمات الشرعية».

وفي الوقت نفسه، تجاهل ترمب واليمينيون العنف اليميني، بما في ذلك اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، إذ عفا عن جميع المتورطين.

وقال ترمب في مقابلة مع فوكس نيوز: «الراديكاليون على اليمين غالباً ما يكونون راديكاليين لأنهم لا يريدون رؤية الجريمة، الراديكاليون على اليسار هم المشكلة».

وأضاف بايمان أن اليمينيين «أكثر راحة مع سياسات ترمب، وهذا قد يكون دافعاً لانخفاض العنف».

يُشير التقرير إلى أن هذه الاتجاهات يمكن أن تنقلب بسرعة، ويوصي بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب ضد الجانبين، مع إدانة القادة السياسيين للعنف من جانبهم ودعوة للهدوء عندما يأتي من الجانب الآخر.

كما يحذّر من أن الاستقطاب السياسي والانقسامات حول الانتخابات والجائحة ساهمت في التصعيد، مع ارتفاع العنف الأيسري ردَّ فعلٍ على العنف اليميني في 2020.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً