أعلن محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والنائب الأول للرئيس، اليوم توقيع اتفاق إستراتيجي مع روسيا لبناء ثمانية مفاعلات نووية إضافية في إيران، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقلال الطاقي لإيران وسط تحديات الطاقة المتزايدة.
وقال إسلامي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» إن أربعة من هذه المفاعلات ستُبنى في محطة بوشهر الكهربائية النووية، حيث يوجد بالفعل المفاعل الوحيد التشغيلي في إيران الذي بنته روسيا وأصبح يعمل منذ عام 2011 بقدرة 1000 ميغاواط.
مواقع المفاعلات
أما المفاعلات الأربعة الأخرى، فسيتم توزيعها في مواقع أخرى مثل محافظة هرمزغان الجنوبية، بما في ذلك مشروع «إيران-هرمز» الذي يتكون من أربعة مفاعلات بقدرة إجمالية 5000 ميغاواط.
ومن المتوقع أن يغطي هذا المشروع قدرة إنتاجية تصل إلى نحو 10 جيجاواط، مما يدعم هدف إيران الوصول إلى 20 جيجاواط من الطاقة النووية بحلول عام 2040، حيث تواجه إيران نقصا حادا في الكهرباء خلال أشهر الذروة الصيفية، حيث يصل الطلب إلى 80 ألف ميغاواط يوميا بينما تغطي القدرة الإجمالية نحو 70 ألف ميغاواط، معتمدة بنسبة كبيرة على الغاز الطبيعي.
وأضاف إسلامي أن هذا الاتفاق يأتي بعد مفاوضات مكثفة أجراها مع شركة «روسأتوم» الروسية، ويشمل تمويلًا روسيًا يقدر بنحو 25 مليار دولار لجزء من المشروع، مع التركيز على تطوير مفاعلات من الجيل الثالث ومفاعلات معيارية صغيرة.
ويُعد هذا الإعلان تتويجًا لزيارة إسلامي إلى موسكو في سبتمبر الماضي، حيث وقع مذكرة تفاهم مع المدير العام لـ«روسأتوم» أليكسي ليخاتشيف حول بناء مفاعلات نووية صغيرة، بالإضافة إلى عقد رئيسي لأربع محطات في سيريك بمقاطعة هرمزغان.
وأكد إسلامي في اجتماع حديث في طهران مع نائب المدير العام لـ«روسأتوم» نيكولاي سبازكي، أن العلاقات النووية بين البلدين «قوية ومتسارعة»، مشيرًا إلى أن روسيا ستواصل تمويل ودعم بناء الوحدتين الثانية والثالثة في بوشهر، اللتين من المقرر إكمالهما قريبًا.
وتعود جذور التعاون النووي بين إيران وروسيا إلى عقود، حيث بدأت محطة بوشهر كمشروع ألماني في السبعينيات قبل أن توقفه الثورة الإسلامية عام 1979، ثم استأنفته روسيا في التسعينيات بموجب اتفاق عام 1995، ومع ذلك، أدت العقوبات الدولية – خصوصا بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي عام 2018 – إلى تعطيل بعض المشاريع، مما دفع إيران إلى تطوير قدراتها الذاتية في تخصيب اليورانيوم وبناء مفاعلات محلية.
أخبار ذات صلة