تعديل تعريف الإسلاموفوبيا يثير جدلاً في بريطانيا

في خطوة أثارت نقاشاً واسعاً، قرر حزب العمال البريطاني تعديل تعريفه الرسمي لمصطلح الإسلاموفوبيا، مستبدلاً إياه بعبارة الكراهية ضد المسلمين، مع حذف جميع الإشارات إلى الهوية الإسلامية. هذا التغيير جاء بعد سنوات من الانتقادات التي اعتبرت أن التعريف السابق، الذي أُقر في عام 2019، قد يهدد حرية التعبير ويقترب من فرض ما وصفه البعض بـقانون تجديف مقنّع.

خلفية تاريخية وسياسية

التعريف السابق لـالإسلاموفوبيا كان يُعتبر محاولة لحماية المسلمين من التمييز والكراهية. ومع ذلك، واجه هذا التعريف انتقادات لكونه قد يقيد حرية النقاش الديني والنقد المشروع، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل التطرف أو جرائم الجماعات. وقد قادت مجموعة عمل بقيادة الوزير السابق دومينيك غريف المراجعة الجديدة للتوصل إلى صيغة توازن بين حماية المسلمين وحرية التعبير.

ردود الفعل السياسية والاجتماعية

واجهت هذه الخطوة انتقادات من نواب وناشطين محافظين اعتبروا أن المراجعة تمت خلف أبواب مغلقة وبتأثير نشطاء متطرفين. ومن أبرز المعارضين للتعديل نائب زعيم حزب ريفرم يو كي، ريتشارد تايس، الذي حذر من أن التعريف الجديد قد يُستخدم لإسكات الانتقادات الموجهة للإسلام وفرض رقابة على النقاش العام. وأشار تايس إلى أن فشل السلطات في التعامل مع عصابات الاستغلال الجنسي كان بسبب الخوف من الاتهام بالعنصرية، محذراً من تكرار هذا السيناريو.

ردود فعل المجتمع المسلم

من جانبها، أشادت البارونة نصرت غوهير، إحدى أعضاء مجموعة العمل التي أعدت المراجعة الجديدة، بالتعريف المعدل مشيرة إلى أنه سيحظى بقبول حتى من المعارضين السابقين. وأكدت أن الهدف هو منع الكراهية دون منع الحوار. كما أعلنت عن إطلاق خط ساخن جديد باسم شبكة أمان المسلمين لدعم ضحايا جرائم الكراهية في ظل تصاعد ملحوظ في الهجمات اللفظية والجسدية ضد المسلمين وفقاً لبيانات وزارة الداخلية.

موقف الحكومة البريطانية

أعلنت وزارة الإسكان والمجتمعات أنها تدرس التعريف المقترح بعناية مؤكدة في بيان لها أن حرية التعبير، بما في ذلك انتقاد الأديان، ستبقى أولوية مطلقة. يأتي هذا وسط جهود مستمرة لتحقيق التوازن بين حماية الأقليات وضمان الحريات الأساسية للمجتمع ككل.

يبقى الجدل قائماً حول كيفية تحقيق هذا التوازن الدقيق بين حماية حقوق الأفراد والحفاظ على حرية التعبير والنقد المشروع داخل المجتمع البريطاني المتنوع ثقافياً ودينياً.

The post تأثير تعريف الإسلاموفوبيا الجديد على حرية التعبير appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً