بقلم:&nbspGavin Blackburn&nbsp&&nbspيورونيوز

نشرت في

بدأت كوريا الشمالية، الجمعة، أعمال تشييد نصب تذكاري جديد في العاصمة بيونغ يانغ، مخصّص لجنودها الذين قُتلوا أثناء القتال إلى جانب القوات الروسية في عمليات لإخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

وشهد حفل وضع حجر الأساس للمشروع، الذي يحمل اسم “المتحف التذكاري للمآثر القتالية”، حضور زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلى جانب سفير روسيا لدى البلاد ألكسندر ماتسيغورا، وعدد من مسؤولي السفارة الروسية.

وخلال كلمته في الحفل الذي أُقيم يوم الخميس، وصف كيم النصب بأنه “ملاذ مقدس مكرّس لخلود الوطنيين الحقيقيين”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، الجمعة.

ومن المعتاد أن تنشر وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية تقارير عن الأحداث الرئيسية بعد مرور يوم على وقوعها.

وفي سياق حديثه عن العملية العسكرية في كورسك، التي شنّت فيها أوكرانيا هجوماً مفاجئاً في أغسطس من العام الماضي، أكد كيم أن “الأخوة العسكرية” بين بلاده وروسيا “ستتقدم دون توقف”، وفقاً للوكالة الرسمية.

وبحسب تقييمات رسمية صادرة عن كوريا الجنوبية، أرسلت كوريا الشمالية نحو 15 ألف جندي إلى روسيا منذ الخريف الماضي، فضلاً عن شحنات واسعة من المعدات العسكرية، بينها مدفعية وصواريخ باليستية، لدعم الهجوم الروسي الواسع النطاق على أوكرانيا.

وتُقدّر سيول أن ما لا يقل عن 600 جندي كوري شمالي لقوا حتفهم أثناء القتال إلى جانب القوات الروسية، إضافة إلى آلاف الجرحى.

وأفادت المصادر أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وافق أيضاً على إرسال آلاف عمال البناء العسكريين وفرق إزالة الألغام إلى منطقة كورسك، في خطوة تأتي ضمن سياق تعميق التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو.

وأعرب مسؤولون كوريون جنوبيون عن مخاوفهم من أن تحصل كوريا الشمالية، مقابل دعمها في الحرب، على مساعدات اقتصادية وتقنيات عسكرية متطورة تفتقر إليها بشدة، ما قد يسهم في تعزيز برنامج كيم للأسلحة النووية.

ويحذر خبراء من أن مشاركة الجيش الكوري الشمالي في الصراع الأوكراني قد توفّر له خبرات قتالية ميدانية نادرة، تُعدّ ذات قيمة استراتيجية لقواته.

محادثات ترامب وكيم؟

في الوقت نفسه، تتوارد تكهنات حول احتمال سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عقد لقاء مع كيم جونغ أون خلال مشاركته في اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقررة في سيول الأسبوع المقبل.

وكان ترامب قد أعرب مراراً عن رغبته في إحياء الدبلوماسية المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي، مشيداً في أكثر من مناسبة بعلاقته الشخصية مع كيم، واصفاً إياه بـ”الرجل الذكي”.

من جانبه، قال كيم جونغ أون الشهر الماضي إنه يحتفظ بـ”ذكريات شخصية جيدة” عن لقاءاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وطرح إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات شرط أن تتخلى الولايات المتحدة عن ما وصفه بـ”هوسها الوهمي بنزع السلاح النووي” لكوريا الشمالية.

وكان آخر لقاء جمع الرجلين في يونيو 2019، حين قام ترامب خلال زيارة مفاجئة إلى كوريا الجنوبية بعبور الخط الحدودي إلى كوريا الشمالية، حيث عقد محادثات مع كيم في قرية بانمونجوم الحدودية، في لحظة وصفت آنذاك بأنها تاريخية.

غير أن الدبلوماسية النووية بين الطرفين سرعان ما انهارت لاحقاً في العام نفسه، بعد فشل مفاوضات في هانوي حول رفع العقوبات الأمريكية، ما دفع كيم بعد ذلك إلى تسريع وتيرة اختبارات الأسلحة النووية والباليستية بشكل ملحوظ.

شاركها.
اترك تعليقاً