فيما تتسابق فيه العواصم الكبرى لصناعة المشهد الاقتصادي العالمي، تبرز الرياض لا كمدينةٍ تبحث عن موقعها، بل كمنصةٍ تُعيد تعريف الجذب بلغةٍ جديدة؛ لغةٍ تستمد مفرداتها من وعيها بالإنسان، وتوازنها بين القوة والذوق، وبين الأرقام والإلهام.
في افتتاح منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار FII9، لم يكن الحضور ينتظر موسيقى بقدر ما كان ينتظر إشارةً إلى ملامح المستقبل، فجاءت تلك الإشارة على هيئة صوتٍ حيّ. صعد المغني الألماني الشاب Neo Dian Klingl إلى المسرح، لا ليؤدي أغنية، بل ليؤدي رسالة. كان اختياره دقيقًا ومدروسًا: صوتٌ أوروبيّ الهوية، عالميّ الحضور، ينسجم مع نبض العاصمة السعودية وهي تصوغ خطابها المتقدم للعالم، خطابًا يجمع بين الاقتصاد والإبداع، والصفقة والخيال، والفكر والوجدان.
في تلك اللحظة، لم يكن اللحن ترفًا فنيًا، بل ترجمة حسّية لرؤية وطنٍ أدرك أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن بناء المستقبل لا يتمّ بالأبراج وحدها، بل بما تزرعه من وعيٍ وجمالٍ وإلهام.
تحت رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باتت الرياض مركز الإشعاع العالمي الجديد، حيث تمتزج التقنية بالثقافة، والطاقة بالعاطفة، ورأس المال بالفكر. هنا، يتقدّم الاستثمار خطوة نحو الفلسفة، ويتحوّل المنتدى من ساحة صفقات إلى ساحة وعيٍّ متكامل يُعيد تعريف الاقتصاد كفعلٍ إنسانيٍ شامل.
وهكذا، حين غنّى المغني الشاب في قلب المنتدى، بدا وكأنه يعزف مستقبلًا بأكمله مستقبلًا ترى فيه المملكة أن الجذب ليس إعلانًا، بل إيمانٌ بالقدرة، وثقةٌ بالذات، ورسالةٌ تُلهم العالم.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً