أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم (الجمعة)، عن استضافة تركيا لقاءً لوزراء خارجية بعض الدول الإسلامية في إسطنبول يوم الاثنين القادم، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة والخطوات التالية هناك، معبراً عن قلقه الشديد من استمرارية هذا الوقف.
تركيا تستضيف اجتماعًا وزاريًا
جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة، مشيراً إلى أن اللقاء سيضم وزراء الخارجية للدول التي شاركت في اجتماع سابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في نيويورك في سبتمبر الماضي، والذي ركز على الوضع في غزة.
وشمل ذلك الاجتماع الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ممثلي تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن وباكستان وإندونيسيا، بهدف تنسيق الجهود لدعم خطة السلام الأمريكية في غزة.
وقال فيدان: «المواضيع المطروحة حالياً تتعلق بكيفية الانتقال إلى المرحلة الثانية، خاصة تشكيل قوة الاستقرار»، في إشارة إلى الخطوات التالية في الاتفاق الذي أعلنه ترمب في 29 سبتمبر 2025، والذي يُعرف بـ«خطة غزة» أو «الخطة ذات 20 نقطة»، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، مع إطلاق سراح الرهائن، نزع سلاح حماس، وإعادة إعمار غزة تحت إشراف دولي.
مخاوف من تعثر اتفاق وقف إطلاق النار
يأتي هذا اللقاء في سياق مخاوف متزايدة من تعثر الاتفاق، الذي تم التوقيع عليه في شرم الشيخ بمصر في 13 أكتوبر، بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية وتركية، وشهد تدفق المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح بعض الرهائن.
ومع ذلك، أعرب فيدان عن قلقه من أن «الجيش الإسرائيلي لا يزال يناقش إمكانية انضمامه إلى القوة الدولية لمراقبة الوقف»، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبحث عن «ذريعة لانتهاك الوقف إطلاق النار وإعادة إطلاق الإبادة الجماعية أمام عيون العالم».
وكان نتنياهو قد ألمح الأسبوع الماضي إلى معارضته الشديدة لأي دور للقوات الأمنية التركية في غزة ضمن مهمة مراقبة الوقف بدعم أمريكي مع حركة حماس، معتبراً ذلك تهديداً للأمن الإسرائيلي.
وتُعد هذه القمة الإسلامية جزءاً من سلسلة اجتماعات طارئة عقدتها دول عربية وإسلامية خلال السنة الماضية، بما في ذلك قمة الطوارئ العربية الإسلامية في سبتمبر 2025، التي نددت بهجمات إسرائيلية على قطر وإيران ودعت إلى وحدة مسلمة لوقف «الإبادة» في غزة، حيث قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن الاتفاق الحالي يشمل مراحل متعددة: الأولى تركز على تبادل الرهائن والأسرى وإدخال المساعدات، بينما الثانية والثالثة تهدفان إلى انسحاب إسرائيلي كامل وإعادة الإعمار، مع إشراف أممي يؤدي تدريجياً إلى دولة فلسطينية وتطبيع مع دول عربية.
ويأتي اللقاء أيضاً بعد هجوم إسرائيلي جوي في 9 سبتمبر 2025 على اجتماع لمفاوضي حماس في الدوحة، أسفر عن مقتل 5 من أعضاء الحركة ومسؤول قطري، مما أدى إلى توترات إقليمية ودعم أمريكي لإسرائيل رغم الوساطة.
ومع ذلك، أشاد ترمب بالخطة كـ«يوم جميل جديد»، مشدداً على دور الحلفاء العرب والمسلمين في إغلاق الصفقة، لكن الخبراء يحذرون من هشاشتها إذا لم تُدعم بدبلوماسية دولية مستمرة، خاصة مع مخاوف من تورط شخصيات مؤيدة لإسرائيل مثل توني بلير وجاريد كوشنر في الحكم بعد الحرب.
ولم يصدر تعليق فوري من الدول المشاركة أو إسرائيل، لكن الوزارة التركية للخارجية أكدت أن الاجتماع «سيعمل بشكل مكثف» لتقييم التقدم وتحديد الإنجازات المشتركة في المرحلة القادمة.
ويُتوقع أن يركز اللقاء على تعزيز الردع الجماعي ودعم الاستقرار في غزة، وسط مخاوف من عودة التصعيد إذا فشل في دفع الاتفاق إلى الأمام، مما قد يعيد المنطقة إلى دوامة النزاع.
أخبار ذات صلة















