بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه لا يخطط لتوجيه أي ضربات عسكرية إلى فنزويلا، نافيًا بذلك ما تداولته تقارير إعلامية عن نية واشنطن شنّ عمليات ضد كاراكاس. وردّ ترامب على سؤال أحد الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية حول تلك التقارير بكلمة واحدة: “لا”.

ويأتي تصريح ترامب بعد إقراره سابقًا بتفويض عمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) داخل الأراضي الفنزويلية، وحديثه عن ضربات برية محتملة تستهدف كارتلات “مخدرات إرهابية”.

كما تزامن ذلك مع حشد قوات أمريكية في منطقة الكاريبي، ما أثار مخاوف الحكومة الفنزويلية من أن تكون التحركات العسكرية الأمريكية مقدمة لتغيير نظامها.

مادورو” يستنجد” بموسكو وبكين وطهران

وفقًا لوثائق داخلية للحكومة الأمريكية نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، تواصل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع روسيا والصين وإيران لتعزيز قدرات بلاده الدفاعية التي تآكلت بفعل العقوبات والأزمة الاقتصادية، طالبًا رادارات دفاعية وصيانة للطائرات، وصواريخ.

وأوضحت الوثائق أن مادورو وجّه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر أحد مساعديه خلال زيارة مقررة إلى موسكو هذا الشهر، كما بعث برسالة أخرى إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ طالبًا “توسيع التعاون العسكري” وتسريع إنتاج أنظمة كشف الرادار الصينية لمواجهة ما وصفه بـ”التصعيد الأمريكي”.

كما تشير الوثائق إلى أن وزير النقل الفنزويلي رامون سيليستينو فيلاسكيز نسّق مع طهران شحنة معدات عسكرية وطائرات مسيّرة، وأبلغ مسؤولًا إيرانيًا أن بلاده بحاجة إلى أجهزة تشويش إشارة GPS وقوارب مسيّرة بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر.

وفي رسائله، وصف مادورو التحركات العسكرية الأمريكية في الكاريبي بأنها “عدوان ضد الصين” أيضًا، بالنظر إلى “الأيديولوجية المشتركة” بين البلدين، وفق الوثائق التي لم تحدد ما إذا كانت موسكو أو بكين أو طهران قد استجابت لنداءاته.

أين الحليف الأبرز؟

تُعدّ روسيا الحليف الأبرز للرئيس مادورو، إذ تواصل موسكو دعمها السياسي والعسكري والاقتصادي لكاراكاس رغم العقوبات الأمريكية، وفقًا لـ”واشنطن بوست” ويتجلى ذلك في وصول طائرة روسية خاضعة للعقوبات إلى العاصمة الفنزويلية، ومصادقة الكرملين على معاهدة استراتيجية جديدة بين البلدين. كما تمتلك روسيا استثمارات ضخمة هناك، تشمل مصنع ذخائر “كلاشنيكوف” وحقوق استكشاف احتياطات واسعة من النفط والغاز.

لكن مراقبين يرون أن انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا وتوجهها نحو تعزيز علاقاتها مع دول لاتينية أخرى قلّص اهتمامها المباشر بفنزويلا. فبينما يعتبر السفير الأمريكي السابق لدى كاراكاس جيمس ستوري أن نقل واشنطن جزءًا من قواتها البحرية إلى الكاريبي يشكل “مكسبًا لبوتين” لأنه يصرف الانتباه الأمريكي عن أوكرانيا، يرى آخرون أن الدعم الروسي لن يتجاوز التعاون التقني والنفطي.

وتظهر الوثائق أن مادورو طلب من موسكو صيانة طائرات “سوخوي” ومحركاتها، وإعادة تأهيل الرادارات وتزويده بصواريخ روسية عبر خطة تمويل من شركة “روستيخ”، غير أن هذا الدعم ظلّ محدودًا.

بحسب الصحيفة، معظم الأسلحة التي اشترتها فنزويلا منذ عهد هوغو تشافيز باتت قديمة أو غير صالحة للاستخدام، ولم تُبدِ موسكو استعدادًا لتدخل عسكري مباشر، رغم استمرارها في التعاون النفطي، إذ تملك الشركات الروسية نحو 11% من إنتاج النفط الفنزويلي واستثمارات بمليارات الدولارات.

شاركها.
اترك تعليقاً