التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الهجرة

أصدرت المفوضية الأوروبية تقريرها السنوي الأول عن اللجوء والهجرة، والذي كشف عن التحديات التي تواجه الدول الأعضاء في التعامل مع تدفقات المهاجرين. يشير التقرير إلى أن إسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص هي الدول التي ترزح تحت ضغط الهجرة، حيث واجهت هذه الدول مستوى غير متناسب من تدفق المهاجرين، بما في ذلك أولئك الذين تم إنقاذهم في عرض البحر.

آلية التضامن الأوروبي لدعم الدول تحت الضغط

اقترحت المفوضية الأوروبية آلية لتحديد العدد الإجمالي لطالبي اللجوء الذين سيتم نقلهم والمبلغ الذي ينبغي أن تخصصه كل دولة لهذا الغرض أو دفع تعويض مقابل عدم استقبالها لطالبي اللجوء. وستتم مناقشة هذا الاقتراح من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي من المقرر أن تقرر حجم وحصة التضامن لكل دولة بحلول نهاية هذا العام. وسيتم اتخاذ القرار النهائي من قبل دول الاتحاد الأوروبي عن طريق التصويت بالأغلبية المؤهلة.

خيارات الدول الأعضاء في تطبيق آلية التضامن

يحدد التقرير 12 دولة “معرضة لخطر ضغط الهجرة”، وهي بلجيكا، وبلغاريا، وألمانيا، وإستونيا، وأيرلندا، وفرنسا، وكرواتيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وهولندا، وبولندا، وفنلندا. ويُطلب من هذه الدول تقديم التضامن إلى تلك التي تتعرض لضغط الهجرة. كما يحدد التقرير مجموعة ثالثة من الدول على أنها “تواجه حالة هجرة كبيرة”، وهي بلغاريا وتشيكيا وإستونيا وكرواتيا والنمسا وبولندا. ولا يزال يتعين على هذه الدول تقديم التضامن، ولكن يمكنها أن تطلب إعفاءها من حصصها.

معارضة بعض الدول الأعضاء لتطبيق آلية التضامن

أعربت بعض الدول الأعضاء، مثل المجر وبولندا وسلوفاكيا، عن معارضتها لتطبيق آلية التضامن. وقد صرح رؤساء وزراء هذه الدول بأنهم لن يطبقوا قواعد الاتحاد الأوروبي، لأنهم لا يريدون المساهمة مالياً أو بقبول المهاجرين من دول أخرى. وقد أشار مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية إلى أن عدم المساهمة في آلية التضامن سيكون “خرقًا للالتزامات بموجب قانون الاتحاد الأوروبي”.

تحسين الوضع العام للهجرة في الاتحاد الأوروبي

يشير التقرير إلى أن الوضع العام للهجرة في الاتحاد الأوروبي قد تحسن، حيث انخفضت حالات عبور الحدود غير الشرعية بنسبة 35% خلال الفترة المشمولة بالتقرير. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الهجرة، بما في ذلك الوصول بطريقة غير شرعية والتحركات غير المصرح بها للمهاجرين داخل الاتحاد الأوروبي واستخدام الهجرة كسلاح من قبل روسيا وبيلاروسيا.

التحديات المستقبلية للاتحاد الأوروبي في التعامل مع الهجرة

سيتعين على الاتحاد الأوروبي مواجهة التحديات المستقبلية في التعامل مع الهجرة، بما في ذلك تطبيق آلية التضامن وضمان التضامن بين الدول الأعضاء. كما سيتعين على الاتحاد الأوروبي العمل على تحسين الوضع العام للهجرة في المنطقة، من خلال تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتحسين آليات التعامل مع تدفقات المهاجرين. سيكون من المهم أيضاً ضمان أن تكون آلية التضامن فعالة في دعم الدول التي تتعرض لضغط الهجرة، وضمان أن تكون القرارات المتخذة بشأن الهجرة مبنية على أسس قانونية وأخلاقية سليمة.

من خلال العمل المشترك والتعاون، يمكن للاتحاد الأوروبي مواجهة التحديات التي تواجهها في التعامل مع الهجرة، وضمان أن تكون الهجرة فرصة للتنمية والازدهار في المنطقة.

شاركها.
اترك تعليقاً