تصاعد العنف في الضفة الغربية: مطالبة قادة الألوية بإعادة الاعتقالات الإدارية
في ظل تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية، وتحديدًا في سياق الحرب المستمرة على قطاع غزة، انتقلت ظاهرة “زعران التلال” إلى مرحلة أكثر خطورة أطلق عليها “برابرة التلال”. هذه الظاهرة، التي تشير إلى مجموعات من المستوطنين المتطرفين، باتت مصدر قلق متزايد للسلطات الإسرائيلية، حيث لم تعد أعمالهم العنيفة تستهدف الفلسطينيين فحسب، بل أيضًا الجنود والمدنيين الإسرائيليين الذين يرفضون الانضمام إلى أساليبهم.
أصول ظاهرة “زعران التلال”
تعود جذور هذه الظاهرة إلى سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، الذي شجع على استيطان التلال في الضفة الغربية. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الجماعات من مجرد مستوطنين إلى “زعران التلال”، الذين باتوا قوة ضاربة في مسلسل إنشاء المواقع الاستيطانية، وأخيرًا إلى “برابرة التلال”، وهم الأكثر عنفًا وتطرفًا. هؤلاء الأفراد، الذين يصفون أنفسهم بهذا الاسم، لا يخفون تهديداتهم للفلسطينيين والسكان اليهود غير المتوافقين معهم.
دوافع التصعيد
يرى ضباط في الجيش الإسرائيلي أن أفعال “برابرة التلال” تتسم بالسادية وتتجاوز جميع الخطوط الحمراء. هذه الأفعال، التي تشمل طعن فلسطينيين وذبح أغنامهم وقطع أشجارهم وتدمير ممتلكاتهم، تأتي بتشجيع من وزراء في الحكومة الإسرائيلية. يشير التحقيق الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” إلى أن الدعم الضمني من قبل وزراء وحاخامات يمنح هؤلاء الشباب شعورًا بأنهم فوق القانون.
طلب قادة الألوية إعادة الاعتقال الإداري
في مواجهة هذا التصعيد، طلب قادة الألوية العاملة في الضفة الغربية من رئيس الأركان، إيال زامير، إعادة استخدام أوامر الاعتقال الإداري، التي كان قد ألغاها وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، بضغط من سياسيين من حزبي الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. يعتبر قادة الجيش أن هذه الخطوة ضرورية لوقف موجة العنف المتزايدة التي يشنها المستوطنون.
تأثير قرار إلغاء الاعتقال الإداري
كان قرار إلغاء الاعتقال الإداري قد أثار استياءً في صفوف الجيش، خاصة مع تزايد أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون. يرى بعض قادة الجيش أن هذا القرار أدى إلى تفاقم الوضع، حيث لم يعد هناك رادع قوي لوقف هذه الأعمال.
تدهور الوضع الأمني
يشير التحقيق إلى أن عنف “برابرة التلال” لا يستهدف الفلسطينيين فحسب، بل أيضًا الجنود والمدنيين الإسرائيليين. هناك حوادث متزايدة تشمل حرق سيارات وهجمات على قوات الأمن. يصف مصدر أمني هؤلاء الأفراد بأنهم “مجرمون” يبررون أفعالهم بأيديولوجية متطرفة.
ردود الفعل داخل المجتمع الإسرائيلي
بينما يشهد المجتمع الإسرائيلي انقسامًا حول هذه القضية، يرفع بعض قادة المستوطنات أصواتهم ضد مثيري الشغب العنيفين. يطالب يارون روزنتال، رئيس مجلس مستوطنات غوش عتصيون، بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ضد هؤلاء العناصر.
الخلاصة
يواجه الوضع في الضفة الغربية تحديات أمنية واجتماعية متزايدة نتيجة لتصاعد عنف “برابرة التلال”. يطالب قادة الألوية بإعادة الاعتقال الإداري كإجراء لوقف هذه الظاهرة. في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول كيفية تعامل السلطات الإسرائيلية مع هذه القضية معلقًا، وسط مخاوف من استمرار تدهور الوضع الأمني والاجتماعي في المنطقة.















