تنعم المملكة هذه الأيام، بفضل الله، بموسم زاخر بالأمطار والتي شملت جميع المناطق، ومنها منطقة نجران التي حظيت بالغيم والمطر، وازدهر على إثر ذلك وادي نجران على طول امتداده البالغ ١٨٠ كلم، بجريان السيول، التي لا تكاد تنقطع لتروي المزارع على جانبي الوادي، وتنعش التربة وتبهج المزارعين.
ويقف سد وادي نجران الذي يبعد عن المدينة بحوالى ٢٥ كلم كأهمية نموذجية للحفاظ على الثروة المستدامة في إدارة الموارد المائية، وتحسين الفرص الزراعية وجودة المياه، والحد من التصحر، وتلبية جميع الاحتياجات في هذا المجال؛ بما يعزز النمو الاقتصادي ويحسن مستوى المعيشة للمنطقة.
ويتسع السد في طاقته القصوى لـ86 مليون متر مكعب من المياه، في مساحة تصل إلى 5 كم 2م، ويتم تصريف المياه في السد عبر ثلاثة مخارج قريبة من قاعدته التي يبلغ قُطر كل منها 2.25 متر تتحكم فيها بوابات انزلاقية في الواجهة السفلى للسد؛ بحيث تسمح هذه البوابات لبعض الترسبات المعلقة في بحيرة التخزين بالمرور من خلالها.
ويُعد وادي نجران من أحد أكبر الأودية في المملكة؛ حيث يبلغ متوسط عرضه في السهول ما يقارب 1000 متر، ويعتبر من المصادر الهامة لتوفير المياه لمزارع المنطقة، كما تُسهم السيول كذلك في جلب كميات كبيرة من الطمي التي بدورها تترسب في السهول، وتغمر المزارع الواقعة على ضفتيه فتزيدها خصوبة.
وقد أطلق الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران على الوادي اسم “الوادي الكريم”؛ وذلك خلال افتتاحه مشروع “إعادة حدود وادي نجران وتطويره”، ليكون متنفسًا للأهالي والزوار، ومحط إبداع الشباب، ومثالًا ونموذجًا حيًّا لبرنامج جودة الحياة ضمن رؤية السعودية 2030.
وتحظى منطقة نجران بطبيعة جغرافية منوعة تتمثل في الغطاء النباتي، والتشكيلات الجبلية، والسهول الممتدة التي تتصل بكثبان الربع الخالي الساحرة.. وقد أكسبت كل هذه العوامل المنطقة جمالًا طبيعيًّا جعلها مقصدًا سياحيًّا مهمًّا.