أثارت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من القلق والتخوفات في أوساط المنتخبات الوطنية المتأهلة لـ كأس العالم 2026، المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. هذه التخوفات تتعلق بإمكانية منع مشجعي بعض الدول من دخول الأراضي الأمريكية للمساندة، مما قد يؤثر سلبًا على أجواء البطولة ويحرم الفرق من دعم جماهيري مهم. وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة ستستضيف جزءًا كبيرًا من مباريات البطولة، فإن هذه القيود تثير تساؤلات جدية حول العدالة وحقوق المشجعين.

تأهل تاريخي ومخاوف حقيقية: كأس العالم 2026 والدول المحظورة

تأهلت هايتي للمرة الثانية فقط في تاريخها لبطولة كأس العالم 2026 بعد مشاركتها الأولى في عام 1974، بينما ستكون إيران على موعد مع مشاركتها السابعة. يمثل هذا التأهل لحظة تاريخية ومصدر فخر لشعبي البلدين، لكن فرحتهما مهددة بقيود السفر المفروضة من قبل الإدارة الأمريكية. ففي يونيو 2025، دخل حيز التنفيذ قرار بمنع مواطني 12 دولة من دخول الولايات المتحدة، وقد تصادف هذا القرار مع تأهل هايتي وإيران للبطولة.

قيود السفر وتأثيرها على المشجعين

إدارة ترامب تعتبر هايتي وإيران من بين الدول التي تشكل خطرًا على الأمن القومي، مما أدى إلى إدراجهما في قائمة الحظر. وهذا يعني أن مشجعي هذه الدول قد يواجهون صعوبات كبيرة، إن لم تكن مستحيلة، في الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة لحضور مباريات كأس العالم. قد يضطر العديد منهم إلى مساندة منتخباتهم من خلال الشاشات، وهو أمر محبط للغاية خاصةً لأولئك الذين خططوا وحلموا بالسفر ومشاهدة فرقهم تلعب على أرض الواقع.

استثناءات محدودة للرياضيين والمسؤولين

لحسن الحظ، هناك استثناءات تسمح للرياضيين والمدربين والمسؤولين من هذه الدول بالسفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في البطولات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم والأولمبياد. ومع ذلك، لا تشمل هذه الاستثناءات المشجعين، مما يثير قلقًا حقيقيًا بشأن إمكانية استفادة المنتخبات المتأهلة من الدعم الجماهيري الكامل خلال المباريات التي ستقام على الأراضي الأمريكية.

نافذة الأمل: قرعة كأس العالم 2026 ومصير المنتخبات المتأثرة

من المقرر أن تُجرى قرعة الدور الأول من بطولة كأس العالم 2026 في العاصمة الأمريكية واشنطن في الخامس من ديسمبر القادم. هذه القرعة ستحسم مصير منتخبي إيران وهايتي، وستحدد الدول التي ستستضيف مبارياتهما. إذا ما تم اختيار الولايات المتحدة لاستضافة مباريات هذين المنتخبين، فإن قضية قيود السفر ستعود بقوة إلى دائرة الضوء.

الدور المحتمل للاتحادات الدولية

من المتوقع أن تضغط الاتحادات الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، على الحكومة الأمريكية لتقديم تسهيلات للمشجعين القادمين من هايتي وإيران. فمن شأن منع المشجعين من مساندة فرقهم أن يؤثر سلبًا على روح البطولة وقيمها، ويمكن أن يعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم لانتقادات حادة. هناك أيضًا احتمال بأن يتم البحث عن حلول بديلة، مثل تنظيم مباريات المنتخبات المتأثرة في كندا أو المكسيك، لضمان مشاركة جماهيرية عادلة.

بدائل الدعم الجماهيري: المناصرة عن بعد

في حال استمرار القيود، قد تلجأ الجماهير إلى طرق مبتكرة لمناصرة منتخباتها عن بعد، مثل تنظيم فعاليات جماعية في بلدان أخرى، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن دعمهم. ولكن هذه البدائل لا يمكن أن تعوض الشعور الحقيقي بالتواجد في الملعب ومؤازرة الفريق. مونديال 2026 يجب أن يكون احتفالًا عالميًا بالرياضة، وليس فرصة لفرض قيود سياسية على المشجعين.

توقعات ما بعد القرعة والآفاق المستقبلية

بعد إجراء القرعة، ستتضح الصورة بشكل أكبر بشأن مصير منتخبي إيران وهايتي في كأس العالم 2026. إذا تعين عليهما اللعب في الولايات المتحدة، فمن المرجح أن تشهد الفترة المقبلة مفاوضات مكثفة بين المسؤولين الأمريكيين والاتحادات الدولية للتوصل إلى حل يضمن مشاركة جماهيرية عادلة.

القضية تتجاوز الرياضة: مبادئ العدالة والمساواة

هذه القضية تتجاوز حدود الرياضة، وتتعلق بمبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. يجب أن يتمتع جميع المشجعين، بغض النظر عن جنسياتهم، بفرصة متساوية لحضور مباريات كأس العالم وتشجيع فرقهم. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية، وإعطاء الأولوية للقيم الإنسانية على الاعتبارات السياسية. كأس العالم هي تجمع للثقافات والشعوب، ويجب أن تظل كذلك.

الكلمات المفتاحية: كأس العالم 2026، سياسات ترامب، قيود السفر، إيران، هايتي، مونديال.

شاركها.
اترك تعليقاً