الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على قيادي بارز في الدعم السريع بسبب “فظائع” في السودان
اندلعت الحرب في السودان في منتصف أبريل 2023، وما زالت مستمرة حتى اليوم، مخلفةً دمارًا واسعًا وأزمة إنسانية حادة. وفي أحدث تطورات الأزمة، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، أحد كبار قادة قوات الدعم السريع، وذلك على خلفية “الفظائع الخطيرة والمستمرة” التي ارتكبتها قواته في السودان، خاصةً في إقليم دارفور. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود دولية متزايدة للضغط على الأطراف المتحاربة ووقف العنف المتصاعد.
عقوبات أوروبية تستهدف قيادة الدعم السريع
أعلن مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي عن فرض هذه العقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتأتي هذه الإجراءات بعد عقوبات مماثلة فرضتها الولايات المتحدة في سبتمبر 2023. وتشمل العقوبات حظر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، وتجميد الأصول، ومنع الاستفادة من أي موارد داخل التكتل.
وصرحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بأن هذه العقوبات تهدف إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن المجتمع الدولي سيحاسب المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في السودان. وأضافت أن الوضع في السودان يتدهور بشكل حاد، وأن سقوط مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع يمثل “فصلاً مدمرًا آخر” في هذه الحرب.
الفاشر وفظائع الدعم السريع
تأتي هذه العقوبات تحديدًا في أعقاب استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معقل للقوات المسلحة السودانية في إقليم دارفور الشهر الماضي. وقد اتهم الاتحاد الأوروبي قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع خطيرة خلال الاستيلاء على المدينة، بما في ذلك استهداف المدنيين، وعمليات القتل بدوافع عرقية، والعنف الجنسي، واستخدام التجويع كسلاح حرب.
وتشير التقارير إلى أن هجمات قوات الدعم السريع في الفاشر خلفت مئات القتلى وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار إلى مخيمات النازحين المكتظة. الوضع الإنساني في دارفور يزداد سوءًا، مع صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. الحرب في السودان أدت إلى كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين.
جذور الصراع وتصاعد العنف
بدأ الصراع المسلح في السودان في عام 2023، عندما اندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهما الحليفين السابقين اللذين كان من المفترض أن يشرفا على عملية انتقال ديمقراطي بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
لكن الخلافات تصاعدت حول خطط دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية، ومن سيقود القوة الجديدة. يشير المحللون إلى أن كلا الجنرالين، عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو، كانا يخشيان التخلي عن سلطتهما وثروتهما ونفوذهما. الصراع على السلطة هو المحرك الرئيسي لهذه الحرب المدمرة.
الأزمة الإنسانية وتداعياتها
أدت الحرب في السودان إلى مقتل ما لا يقل عن 40,000 شخص ونزوح 12 مليون شخص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومع ذلك، تشير منظمات الإغاثة إلى أن عدد القتلى الحقيقي قد يكون أعلى بكثير.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية، أدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان. الأزمة الإنسانية في السودان تتطلب استجابة دولية عاجلة لتقديم المساعدات للمتضررين.
ردود الفعل والمواقف الدولية
قوات الدعم السريع أعلنت ترحيبها بالجهود الدولية لوقف إطلاق النار، لكنها اتهمت الجيش السوداني بقيادة البرهان بأنه “العقبة الحقيقية أمام تحقيق السلام”. في المقابل، يرفض الجيش الموافقة على وقف القتال إلا بعد انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية وتنزع سلاحها.
ويشدد الاتحاد الأوروبي على أن الاستهداف المتعمد للمدنيين، والعنف الجنسي، والتجويع كسلاح حرب، كلها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ويؤكد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
مستقبل السودان ومسارات الحل
إن مستقبل السودان لا يزال غامضًا. يتطلب إنهاء الحرب تحقيق تسوية سياسية شاملة بين الأطراف المتحاربة، مع ضمان مشاركة جميع المكونات السودانية في عملية بناء السلام.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، ودعم جهود الوساطة، وممارسة الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات. إن إنقاذ السودان يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية.
المصادر الإضافية • AP















