احتفلت وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة مكة المكرمة باليوم العالمي للثروة السمكية من خلال فعاليات متعددة في عدد من المراكز التجارية بجدة. يهدف هذا الاحتفال السنوي إلى زيادة الوعي بأهمية الثروة السمكية ودورها الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تعزيز الممارسات المستدامة للحفاظ على هذه الموارد الهامة. وقد شارك في الفعاليات المهندس أحمد بن عبدالله القرني، مدير عام مكتب الوزارة بجدة، والمهندس محمد بن علي الشهري، مدير إدارة الزراعة بالنطقة، بالإضافة إلى منسوبي وحدة الثروة السمكية.

وجرت الفعاليات على مدار عدة أيام، وشملت برامج توعوية للزوار حول أهمية الأسماك والمحافظة على البيئة البحرية. تم التركيز على أهمية الاستهلاك المسؤول للمنتجات السمكية ودعم الصيادين المحليين. وقد لاقت هذه المبادرات إقبالاً كبيراً من أفراد المجتمع، مما يعكس اهتمامهم المتزايد بقضايا الاستدامة البيئية.

أهمية الثروة السمكية في المملكة العربية السعودية

تعتبر الثروة السمكية من أهم الموارد الطبيعية في المملكة العربية السعودية، حيث تمتد السواحل على البحرين الأحمر والخليج العربي لمسافات طويلة. تشكل هذه الثروات مصدراً رئيسياً للغذاء والبروتين، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للعديد من المواطنين في قطاع الصيد والمعالجة والتسويق. ووفقاً لتقارير وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن المملكة تسعى إلى زيادة إنتاج الأسماك وتعزيز الاستدامة في هذا القطاع.

جهود الوزارة لتعزيز الاستدامة

تبذل وزارة البيئة والمياه والزراعة جهوداً كبيرة في مجال حماية البيئة البحرية وتنظيم عمليات الصيد. وتشمل هذه الجهود تطبيق قوانين ولوائح صارمة لمنع الصيد الجائر، وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية المتضررة، وتنفيذ برامج لرصد جودة المياه. وتتعاون الوزارة أيضاً مع الجهات المحلية والدولية لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال إدارة الموارد السمكية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على دعم مشاريع الاستزراع السمكي كبديل مستدام للصيد التقليدي. وقد تم تخصيص ميزانيات كبيرة لتطوير هذا القطاع وتشجيع الاستثمار فيه. وتهدف هذه المشاريع إلى زيادة إنتاج الأسماك وتلبية الطلب المتزايد عليها في السوق المحلي.

أكد المهندس أحمد بن عبدالله القرني، مدير عام مكتب الوزارة بمحافظة جدة، على أهمية نشر الثقافة البيئية البحرية وتعزيز دور المجتمع في الحفاظ على الموارد السمكية. وأشار إلى أن هذه الفعاليات تدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال الاستدامة البيئية وتنمية الثروات الطبيعية. وشدد على ضرورة تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص لتحقيق هذه الأهداف.

من جانبه، أوضح المهندس محمد بن علي الشهري، مدير إدارة الزراعة بالفرع، أن هذه المناسبة تعكس أهمية التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في تعزيز الوعي بالثروة السمكية. وأضاف أن المحافظة على استدامة المخزون البحري تمثل ركيزة أساسية لدعم الأمن الغذائي وتحقيق التوازن البيئي، مما يساهم في حماية الأنواع المحلية وضمان توفرها للأجيال القادمة. كما أشار إلى أهمية دعم البحوث والدراسات العلمية في مجال الأحياء البحرية.

وتشير البيانات إلى أن قطاع الأسماك يواجه تحديات عديدة، بما في ذلك التغيرات المناخية والتلوث البحري وارتفاع تكاليف التشغيل. غير أن المملكة تسعى جاهدة للتغلب على هذه التحديات من خلال تبني أحدث التقنيات وتطبيق أفضل الممارسات في مجال إدارة الموارد السمكية. الإنتاج المحلي من الأسماك يمثل جزءاً مهماً من تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.

علاوةً على ذلك، يدرك المسؤولون أهمية تنويع مصادر الدخل في قطاع الثروة السمكية، من خلال تطوير الصناعات المرتبطة بها، مثل تصنيع الأعلاف والمعدات السمكية وتسويق المنتجات البحرية. هذه الجهود تساهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي في المناطق الساحلية.

من المتوقع أن تستمر وزارة البيئة والمياه والزراعة في تنظيم فعاليات توعوية مماثلة في مختلف المناطق الساحلية في المملكة، بهدف زيادة الوعي بأهمية الثروة السمكية وتشجيع الممارسات المستدامة. كما يُنتظر أن يتم الإعلان عن حزمة من المبادرات الجديدة لدعم القطاع السمكي وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات السعودية في الأسواق العالمية.

في الختام، تجسد هذه الفعاليات التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على بيئتها البحرية وتحقيق الاستدامة في قطاع الثروة السمكية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وأهدافها الطموحة في مجال التنمية البيئية والاقتصادية. يبقى من الضروري مراقبة تأثير التغيرات المناخية على المخزون السمكي وتقييم فعالية الإجراءات المتخذة لضمان استمرار هذا القطاع الحيوي في الازدهار.

شاركها.
اترك تعليقاً