تعتبر شين (Shein) من أبرز العلامات التجارية في عالم الموضة السريعة، حيث حققت نجاحًا باهرًا بفضل أسعارها المنخفضة وتشكيلتها الواسعة من الملابس والإكسسوارات. ومع ذلك، فإن هذا النجاح لم يخلُ من جدل، خاصةً فيما يتعلق بجودة المنتجات وتأثيرها على البيئة. مؤخرًا، أثارت تقارير منظمة السلام الأخضر “غرينبيس” مخاوف جدية حول سلامة منتجات شين، كاشفةً عن وجود مواد كيميائية خطرة تتجاوز الحدود المسموح بها. هذا المقال يتناول تفاصيل هذه التقارير، ردود الفعل عليها، والحلول المقترحة للحد من هذه التجاوزات.

فضيحة المواد الكيميائية الخطرة في ملابس شين: ما الذي كشفته غرينبيس؟

في عام 2022، كشفت فحوصات أجرتها منظمة “غرينبيس” عن وجود مواد خطرة في بعض منتجات شين، تجاوزت الحدود الأوروبية المسموح بها. اعترفت الشركة حينها بوجود تلوث كيميائي، وتعهدت بتحسين إدارة المواد الكيميائية في منتجاتها. لكن، بعد إعادة الاختبارات في عام 2024، نشرت “غرينبيس” تقريرًا جديدًا يؤكد أن بعض الملابس المباعة لا تزال تحتوي على مواد كيميائية ضارة.

نتائج التحاليل المقلقة

أظهر تحليل 65 قطعة ملابس، رجالية ونسائية وأطفال، أن 18 قطعة تحتوي على مواد كيميائية خطرة، بعضها يتجاوز الحدود المسموح بها بشكل كبير. هذه المواد يمكن أن تنتقل إلى الجسم عن طريق الاحتكاك أو التعرق، وتشكل خطرًا أكبر على الأطفال الذين قد يضعون الملابس في أفواههم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسرب هذه المواد إلى البيئة من خلال مياه الغسيل، مما يؤثر على التربة والسلسلة الغذائية.

من بين المواد الخطرة التي تم اكتشافها:

  • مادة تستخدم لجعل الملابس مقاومة للماء والبقع، وتتسبب في اضطرابات الغدد الصماء وضعف المناعة، بتركيزات تفوق الحد المسموح به بأكثر من 3 آلاف مرة.
  • مواد الفثالات، التي تزيد من مرونة البلاستيك والخرسانة، وهي معروفة بتأثيرها السلبي على الهرمونات والخصوبة ونمو الأطفال، حيث تم العثور عليها بتركيزات تتجاوز الحد المسموح به بنحو 100 مرة.
  • معادن ثقيلة مثل الرصاص، الذي يضر بتطور دماغ الأطفال.
  • مركبات مهيجة للجهاز التنفسي ومصنفة كمسببة محتملة للسرطان.

ردود فعل واسعة على تقارير شين

أثارت هذه التقارير جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المستخدمين عن قلقهم وخيبتهم من شين. بعضهم أعرب عن ندمه على الشراء من الموقع، مشيرًا إلى أن العروض والخصومات المغرية تخفي وراءها جودة متدنية ومنتجات غير آمنة.

بينما رفض البعض الآخر تصديق هذه الاختبارات، معتبرين أنها محاولة للإطاحة بسمعة الشركة بسبب شعبيتها المتزايدة. آخرون تساءلوا عن سبب التركيز على شين دون فحص المنتجات الأخرى المتوفرة في الأسواق العالمية.

كما وجه البعض اللوم إلى الدول التي تسمح باستيراد منتجات الشركة، مطالبين بوضع إجراءات صارمة لمنع دخول البضائع الضارة وحماية المستهلكين.

رد شركة شين على الاتهامات

علّق المتحدث باسم شركة شين على هذه التقارير، مؤكدًا أن الشركة تأخذ سلامة المنتجات على محمل الجد وتلتزم بتقديم منتجات آمنة. وأشار إلى أن “غرينبيس” لم تزودهم بنتائج الاختبارات مسبقًا، وبالتالي لم يتمكنوا من تقييمها بشكل كامل. وأكدوا أن الشركة تقوم حاليًا بالتحقيق في هذه الادعاءات.

نحو تنظيم عالمي للموضة السريعة

في ظل هذه المخاوف المتزايدة، دعت منظمة “غرينبيس” إلى تشريع قانون عالمي ضد الموضة السريعة، يتضمن عدة إجراءات:

  • فرض ضريبة على الإنتاج المفرط للحد من الإفراط في الاستهلاك.
  • حظر الإعلانات المضللة التي تروج لمنتجات غير مستدامة.
  • دعم اقتصاد الملابس المستعملة والاستبدال والإصلاح، لتعزيز إعادة التدوير وإطالة عمر الملابس.

هذه الإجراءات تهدف إلى تغيير النموذج الحالي للموضة السريعة، الذي يعتمد على الإنتاج الرخيص والاستهلاك المتزايد، ويؤدي إلى تلوث بيئي واجتماعي كبير.

مستقبل الموضة السريعة وشين: هل يمكن التغيير؟

إن قضية شين والمواد الكيميائية الخطرة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه صناعة الموضة السريعة. يجب على الشركات أن تتحمل مسؤوليتها تجاه سلامة المستهلكين وحماية البيئة، وأن تستثمر في تقنيات ومواد أكثر استدامة. كما يجب على الحكومات والمنظمات الدولية أن تعمل معًا لوضع قوانين وأنظمة صارمة تنظم هذه الصناعة، وتضمن احترام حقوق العمال وحماية البيئة.

المستهلكون أيضًا يلعبون دورًا هامًا في هذا التغيير، من خلال اختيار المنتجات المستدامة، وتقليل الاستهلاك، وإعادة تدوير الملابس. من خلال العمل المشترك، يمكننا بناء مستقبل أكثر استدامة لصناعة الموضة، وحماية صحتنا وبيئتنا.

هل أنت قلق بشأن سلامة ملابسك؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

#شين #موضة_سريعة #سلامة_المنتجات #غرينبيس #مواد_كيميائية #استدامة #بيئة #صحة

شاركها.
اترك تعليقاً