شركة ألفابت تقترب من حاجز الـ 4 تريليونات دولار: هل نحن على أعتاب فقاعة جديدة؟

شهدت شركة ألفابت، الشركة الأم لمحرك البحث العملاق جوجل، ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها السوقية، حيث اقتربت أمس الاثنين من الوصول إلى مستوى 4 تريليونات دولار. ويعزى هذا الصعود القوي إلى الاستفادة من موجة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما أعاد الثقة في مستقبل الشركة بعد فترة من الشكوك. هذا الإنجاز المحتمل سيجعل ألفابت رابع شركة في العالم تحقق هذا التقييم الضخم، بعد كل من نفيديا وآبل ومايكروسوفت. ارتفع سعر سهم الشركة بأكثر من 6% ليصل إلى 318.58 دولارًا، وزاد في تعاملات ما قبل الفتح اليوم ليسجل 325.61 دولارًا، مما دفع القيمة السوقية للشركة إلى 3.85 تريليونات دولار.

أداء ألفابت المذهل في عام 2024: قصة صعود مدفوعة بالابتكار

منذ بداية عام 2024، صعد سهم ألفابت بنسبة تقارب 68.3%، متفوقًا بذلك على منافسيها الرئيسيين في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهما مايكروسوفت وأمازون. هذا الأداء القوي يأتي بعد فترة من التراجع النسبي، حيث كانت هناك مخاوف بشأن قدرة جوجل على مواكبة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد إطلاق شات جي بي تي من شركة أوبن إيه آي في عام 2022. ولكن، يبدو أن هذه المخاوف قد تلاشت مع التقدم الذي أحرزته جوجل في تطوير نماذجها الخاصة، مثل جيمني 3.

دور الحوسبة السحابية وجيميني 3 في تعزيز النمو

لعبت وحدة الحوسبة السحابية التابعة لألفابت دورًا حاسمًا في هذا التحول. نجحت هذه الوحدة في جذب استثمارات كبيرة، أبرزها استثمار شركة بيركشير هاثاواي التابعة لوارن بافيت، بالإضافة إلى الحصول على تقييمات إيجابية مبكرة لنموذجها الجديد (جيمني 3). يُشير هذا إلى أن السوق يرى في هذه التقنيات محركات نمو قوية ومستقبل واعد للشركة. ويرى المحللون أن استثمار بافيت كان له تأثير كبير في جذب المزيد من المستثمرين إلى سهم ألفابت، حيث أن السوق يعتبر أي قرار استثماري لبيركشير هاثاواي علامة إيجابية.

تراجع حدة التدقيق التنظيمي وسهم جوجل

بالإضافة إلى التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، استفادت ألفابت من التغيرات في المشهد التنظيمي. بعد فترة من التدقيق المكثف من قبل الجهات الحكومية الأمريكية، شهدت شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك جوجل، تراجعًا في حدة الحملات الموجهة ضدها، خاصة تلك التي انطلقت خلال فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

المعركة القانونية حول احتكار البحث

على الرغم من أن الشركة تجنبت البيع القسري لمتصفحها كروم بعد أن خلصت المحكمة إلى أن أعمال البحث الخاصة بها تحتكر السوق بشكل غير قانوني، إلا أنها لم تُجبر على التفكيك. هذا النصر القانوني ساهم أيضًا في تعزيز معنويات المستثمرين.

مخاوف التقييم المرتفع: هل نشهد فقاعة جديدة؟

مع اقتراب القيمة السوقية لألفابت من حاجز الـ 4 تريليونات دولار، بدأت تظهر مخاوف بشأن ارتفاع التقييمات. يحذر بعض قادة الشركات من أن هذه التقييمات المرتفعة قد تكون منفصلة عن الواقع الاقتصادي وأساسيات عمل الشركة الناجحة، مما يثير مخاوف من حدوث فقاعة مشابهة لفقاعة الدوت كوم التي شهدتها التسعينيات.

ومع ذلك، يرى محللون آخرون أن جوجل في وضع جيد يسمح لها بمواجهة هذه التحديات، بفضل التدفق النقدي القوي الذي تتمتع به، والرقائق التي تنتجها والتي تعتبر بديلًا لرقائق نفيديا باهظة الثمن، بالإضافة إلى أعمالها القوية في مجال البحث على الإنترنت والتي تستفيد بشكل متزايد من دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي.

أبرز الشركات من حيث القيمة السوقية (حسب تاريخ التقرير)

فيما يلي قائمة بأعلى 10 شركات من حيث القيمة السوقية، وذلك وقت كتابة هذا التقرير:

  1. نفيديا: 4.43 تريليونات دولار.
  2. آبل: 4.09 تريليونات دولار.
  3. ألفابت (جوجل): 3.84 تريليونات دولار.
  4. مايكروسوفت: 3.52 تريليونات دولار.
  5. أمازون: 2.41 تريليون دولار.
  6. برودكوم: 1.78 تريليون دولار.
  7. أرامكو السعودية: 1.6 تريليون دولار.
  8. ميتا (فيسبوك): 1.54 تريليون دولار.
  9. تي إس إم سي (TSMC): 1.47 تريليون دولار.
  10. تسلا: 1.39 تريليون دولار.

ختاماً: يمثل اقتراب ألفابت من حاجز الـ 4 تريليونات دولار علامة فارقة في مسيرة الشركة، ويعكس ثقة السوق المتزايدة في قدرتها على المنافسة والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع أن هناك بعض المخاوف بشأن التقييم المرتفع، إلا أن الوضع المالي القوي للشركة والتقدم الذي تحرزه في تطوير تقنياتها يضعها في مكانة جيدة لتحقيق المزيد من النمو في المستقبل. هل تعتقد أن هذا الصعود سيستمر؟ شارك برأيك في التعليقات!

شاركها.
اترك تعليقاً