في أعقاب مباراة الكلاسيكو الأخيرة، تصدر اسم النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور عناوين الأخبار، ليس بسبب أدائه في الملعب، بل بسبب ردة فعله الغاضبة على قرار المدرب تشابي ألونسو باستبداله. هذا الموقف أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وكشف عن توترات داخلية في النادي الملكي قد تهدد استقراره، رغم تصدره للدوري.

أزمة فينيسيوس جونيور وتشابي ألونسو: ما الذي حدث؟

اللحظات التي أعقبت استبدال فينيسيوس جونيور كانت مليئة بالتوتر. رصدت الكاميرات اللاعب وهو يغادر الملعب وهو يطلق عبارات صادمة مثل “دائماً أنا”، و”سأرحل عن الفريق”، و”الأفضل أن أغادر”. هذه التصريحات عكست حالة من الإحباط والغضب لدى اللاعب، وأثارت تساؤلات حول علاقته بالمدرب.

لاحقاً، نشر فينيسيوس رسالة اعتذار موجهة للجماهير وزملائه ورئيس النادي فلورنتينو بيريز، مؤكداً أن رد فعله لم يكن مناسباً. ومع ذلك، لفت الانتباه أن اعتذاره لم يتضمن أي إشارة إلى اسم المدرب تشابي ألونسو، مما زاد من حدة التكهنات حول طبيعة الخلاف.

ردود الأفعال ومحاولات التهدئة

حاول تشابي ألونسو تهدئة الأجواء المتوترة، وأشاد بصدق فينيسيوس في تصريحاته، مؤكداً أن اللاعب تحدث من القلب عن مدى أهمية النادي بالنسبة له. وأضاف أن الموضوع أُغلق يوم الأربعاء الماضي. لكن تقارير صحفية، مثل تلك التي نشرتها صحيفة “أثليتيك”، كشفت عن تفاصيل أكثر تعقيداً.

وفقاً للتقرير، دخل فينيسيوس إلى مكتب الرئيس بيريز واعتذر منه، شارحاً شعوره بأنه لم يعد يحظى بالمكانة نفسها التي كان عليها في عهد كارلو أنشيلوتي. وأكد اللاعب أن قرارات ألونسو التكتيكية في الأشهر الأخيرة جعلته يشعر بأن المدرب لا يثق فيه.

“لا جدوى من البقاء”: تصريحات صادمة

فجر فينيسيوس قنبلة من العيار الثقيل عندما صرح بأنه لا يرى أي جدوى من تجديد عقده مع ريال مدريد ما دامت علاقته بالمدرب متوترة. هذا التصريح يهدد بتعقيد مستقبل النجم البرازيلي مع النادي الملكي، ويفتح الباب أمام احتمالات رحيله.

تشير الإحصائيات إلى أن فينيسيوس جونيور أكمل 5 مباريات فقط من أصل 17 مباراة لعبها الفريق هذا الموسم، كما بدأ 4 مباريات على مقاعد البدلاء. هذا يشير إلى تراجع دوره الأساسي في الفريق، وربما يكون أحد أسباب غضبه.

مفاوضات التجديد المعلقة ومطالب اللاعب

ينتهي عقد فينيسيوس مع النادي الأبيض في يونيو/حزيران 2027، ويتقاضى فيه راتباً صافياً يقارب 18 مليون يورو سنوياً، مع شرط جزائي ضخم يصل إلى مليار يورو. قدم النادي عرضاً للتجديد يرفع راتب فينيسيوس إلى نحو 20 مليون يورو صافية سنوياً، لكن معسكر اللاعب طالب بعقد “تاريخي” يصل إلى نحو 30 مليون يورو سنوياً.

تضمنت مطالب فينيسيوس راتباً ثابتاً وحوافز مرتبطة بالأداء والألقاب، بالإضافة إلى مكافأة توقيع كبيرة. لكن المفاوضات توقفت عند هذا الحد دون التوصل إلى اتفاق، مما يزيد من احتمالية رحيله.

إنجازات فينيسيوس ومكانته في الفريق

يمتلك فينيسيوس جونيور سجلاً حافلاً بالإنجازات، حيث سجل أكثر من 100 هدف بقميص ريال مدريد في أكثر من 200 مباراة رسمية، وساهم في الفوز بنهائي دوري الأبطال 2022. كما سجل الهدف الثاني في نهائي 2024، وتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2024 من فيفا. هذه الإنجازات تجعل مطالبه المالية محل نقاش واسع بين المشجعين والخبراء.

أصداء الأزمة في وسائل التواصل الاجتماعي

رصد برنامج شبكات (2025/11/25) جانباً من تعليقات المشجعين على الأزمة الداخلية في ريال مدريد. بعضهم، مثل فاضل، اعتبر أن النادي أكبر من أي لاعب، وأن من يريد الخروج فليخرج. بينما دافعت خلود عن فينيسيوس، مشيرة إلى تأثيره الحاسم في المباريات. وحذر سيف من خطورة الانقسام بين المدرب واللاعبين على مستقبل الفريق، بينما انتقد محمود قدرات المدرب ألونسو.

مستقبل فينيسيوس جونيور: ماذا يحمل الغد؟

تتحدث الصحف الإسبانية عن علاقة قوية تربط بين بيريز وفينيسيوس، لكن التساؤل الأبرز يبقى حول ما إذا كان الرئيس سيوافق على شروط اللاعب برفع راتبه السنوي أم سيتخذ موقفا حاسما؟ وتشير تقارير صحفية إلى وجود قائمة من لاعبي النادي يتزعمهم فينيسيوس جونيور، تضم أسماء مثل فالفيردي ورودريغو وإبراهيم دياز، ينتقدون المدرب ورؤيته الفنية، في إشارة إلى انقسام داخلي قد يهدد استقرار الفريق.

في الختام، أزمة فينيسيوس جونيور في ريال مدريد هي قصة معقدة تتشابك فيها الطموحات الشخصية، والقرارات التكتيكية، والعلاقات الإنسانية. مستقبل اللاعب مع النادي الملكي معلق على نتيجة المفاوضات مع الإدارة، وعلى قدرة المدرب على استعادة ثقة اللاعب. من المؤكد أن هذه الأزمة ستظل محط أنظار عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

شاركها.
اترك تعليقاً