هونغ كونغ تهتز على وقع حريق ضخم في أبراجها السكنية – ارتفاع الحصيلة إلى 44 قتيلاً واعتقالات

شهدت مدينة هونغ كونغ يوم الأربعاء الماضي، 26 نوفمبر 2025، كارثة مروعة تمثلت في حريق هائل دمر أجزاء كبيرة من مجمع سكني في منطقة تاي بو. وارتفعت حصيلة الضحايا بشكل مأساوي إلى 44 قتيلاً، مع بقاء عشرات الأشخاص في حالة حرجة ومئات آخرين في عداد المفقودين، مما يضع السلطات في حالة تأهب قصوى. تشير التحقيقات الأولية إلى أن الإهمال المتعلق بإجراءات السلامة من الحرائق قد يكون السبب الرئيسي في تفاقم الكارثة، وقد أوقفت الشرطة بالفعل ثلاثة مشتبه بهم.

تفاصيل الحريق وتطوراته المأساوية

أعلنت إدارة الإطفاء في مؤتمر صحفي صباح اليوم الخميس عن ارتفاع عدد القتلى، مؤكدة أن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية. وأكد رئيس بلدية هونغ كونغ، جون لي، أن هناك حوالي 279 شخصًا لا يمكن الاتصال بهم، و900 آخرين تم إيوائهم في ثمانية مراكز إيواء مؤقتة.

وبدأت السلطات بالسيطرة على النيران في أربعة أبراج بحلول الساعات الأولى من الصباح، بينما استمرت الجهود في ثلاثة أبراج أخرى. واجه رجال الإطفاء صعوبات جمة في الوصول إلى الطوابق العليا من مجمع وانغ فوك كورت السكني بسبب شدة الحرارة والدخان الكثيف الذي غطى المنطقة.

المجمع السكني المتضرر يتألف من ثمانية أبراج، كل منها يضم 31 طابقًا، ويقطنه ما يقارب 4800 شخص، موزعين على حوالي ألفي شقة. وقد تم تشكيل فريق عمل متخصص للتحقيق الشامل في أسباب اندلاع الحريق وكشف ملابساته.

الاعتقالات والتحقيقات الأولية: إهمال في إجراءات السلامة؟

أظهرت التحقيقات الأولية أدلة تشير إلى أن شركة بناء كانت تقوم بأعمال صيانة في أحد الأبراج قد تكون مسؤولة عن الحريق. وذكرت إيلين تشونغ، مشرفة في شرطة هونغ كونغ، أن الشركة استخدمت مواد قد لا تتوافق مع معايير السلامة من الحرائق، مثل شبكات واقية بلاستيكية، بالإضافة إلى مادة رغوية لإغلاق بعض النوافذ.

وقالت تشونغ: “لدينا سبب للاعتقاد بأن الأطراف المسؤولة في الشركة كانت مهملة بشكل جسيم، مما أدى إلى وقوع هذا الحادث وتسبب في انتشار الحريق الكارثي بشكل لا يمكن السيطرة عليه ووقوع خسائر كبيرة في الأرواح.” تم اعتقال ثلاثة من موظفي الشركة، للاشتباه في تسببهم بالقتل غير العمد.

استجابة الطوارئ والنشر المكثف لقوات الإطفاء

صنفت السلطات الحريق على أنه من الفئة الخامسة، وهي أعلى درجة طوارئ. وقد تم إرسال ما لا يقل عن 128 شاحنة إطفاء وما يقارب 800 رجل إطفاء إلى موقع الحادث. بالإضافة إلى ذلك، قامت الشرطة بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى الأبراج، بما في ذلك الطرق السريعة، لتسهيل عمليات الإنقاذ والإطفاء.

تداعيات الحريق وتأثيره على معايير السلامة في هونغ كونغ

يعتبر هذا الحريق الأسوأ الذي تشهده هونغ كونغ منذ حادث مشابه وقع في مبنى تجاري بمنطقة كولون في نوفمبر 1996، والذي أدى إلى وفاة 41 شخصًا. وقد أدى ذلك الحريق السابق إلى إجراء تحديثات جذرية لمعايير البناء ولوائح السلامة من الحرائق في المباني الشاهقة والمتاجر والمنازل.

هونغ كونغ، على الرغم من كونها مدينة حديثة، لا تزال تعتمد على الخيزران في بناء سقالات أعمال البناء. في مارس الماضي، أعلنت الحكومة عن قرار البدء في التخلص التدريجي من هذه السقالات، وذلك بعد سلسلة من الحوادث التي أسفرت عن 22 وفاة مرتبطة بها بين عامي 2019 و2024. هذا الحريق المروع يعيد التركيز على أهمية معايير السلامة وضرورة تطبيقها بشكل صارم.

مستقبل معايير السلامة وحاجة ماسة للتحديث

من المتوقع أن يؤدي هذا الحريق إلى مراجعة شاملة لمعايير السلامة من الحرائق في هونغ كونغ. سيتم التركيز بشكل خاص على المواد المستخدمة في أعمال البناء والصيانة، بالإضافة إلى إجراءات الإخلاء والإنقاذ، والتأكد من تطبيقها بشكل فعال.

سيتطلب ذلك استثمارات كبيرة في تحديث البنية التحتية وتدريب فرق الإطفاء والإنقاذ. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة تشديد الرقابة على شركات البناء والصيانة، وفرض عقوبات رادعة على أي إهمال أو مخالفة لمعايير السلامة، للحد من خطر تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل. إن السلامة في المباني ليست مجرد مسألة امتثال للقوانين، بل هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع، من المطورين العقاريين إلى المقيمين، لضمان بيئة آمنة للعيش والعمل.

الكلمات المفتاحية: حريق هائل، اندلاع الحريق، الحريق الكارثي، السلامة في المباني.

نأمل أن يتمكن المتضررون من هذا الحريق المأساوي من تجاوز هذه المحنة. ندعو الجميع إلى تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين في هذه الأوقات العصيبة. تابعوا آخر المستجدات حول هذا الموضوع لمواكبة تطورات الأوضاع.

شاركها.
اترك تعليقاً