أفادت استشارية أمراض الجلد والليزر والتجميل، الدكتورة سلمى البرقاوي، بوجود عدة مواد كيميائية شائعة في الملابس يمكن أن تسبب حساسية الجلد لدى البعض. جاء ذلك خلال مداخلة لها على قناة الإخبارية، حيث سلطت الضوء على المواد المسببة للتهيج وأهمية اختيار الملابس بعناية لتجنب المشاكل الجلدية. وشددت على ضرورة الانتباه للملصقات وشراء الملابس من مصادر موثوقة.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد الشكاوى المتعلقة بتهيج الجلد والحساسية نتيجة ارتداء بعض أنواع الملابس، خاصةً تلك المصنعة باستخدام مواد رخيصة أو معالجات كيميائية قوية. وحسب الدكتورة البرقاوي، يمكن أن تتفاوت ردود الفعل التحسسية من مجرد احمرار خفيف إلى طفح جلدي حاد ومزعج.

المواد الكيميائية المسببة لحساسية الجلد في الملابس

تعتبر الملابس جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ولكنها قد تكون مصدرًا لتهيج الجلد والحساسية لدى بعض الأشخاص. هذا التهيج غالبًا ما يعود إلى وجود مواد كيميائية مختلفة تستخدم في صناعة وتجهيز الأقمشة، بحسب ما أوضحته الدكتورة سلمى البرقاوي.

الفورمالديهايد ومضادات الكرشة

أحد أبرز هذه المواد هو الفورمالديهايد، والذي يستخدم بشكل شائع في معالجة الأقمشة لمنحها مقاومة للتجاعيد. غالبًا ما تجد تحذيرًا ضمنيًا بوجود هذه المادة على الملابس التي تحمل علامة “مضاد للكرمشة” أو “سهل العناية”. يعمل الفورمالديهايد عن طريق تغيير التركيب الكيميائي للألياف، مما قد يؤدي إلى إطلاق غازات تثير حساسية الجلد.

العطور والمواد المضافة الأخرى

بالإضافة إلى الفورمالديهايد، يمكن للعطور والمواد الكيميائية المضافة الأخرى المستخدمة في تليين الأقمشة أو إضفاء رائحة عليها أن تسبب تهيجًا للجلد. تفضل بعض الشركات استخدام هذه المواد لإضفاء ملمس ناعم أو رائحة جذابة على منتجاتها، ولكنها قد تكون ضارة للأشخاص ذوي البشرة الحساسة. تعتبر الملابس المصنعة من الأقمشة الصناعية أكثر عرضة لاحتواء هذه المواد.

النيكل والمعادن الثقيلة

وأشارت الدكتورة البرقاوي إلى أن النيكل، وهو معدن شائع الاستخدام في صناعة الأزرار والإكسسوارات المعدنية، قد يمثل سببًا آخر لحساسية الجلد. قد يتسرب النيكل من المعدن إلى الجلد ويتسبب في تفاعلات تحسسية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية المعادن. بالإضافة إلى النيكل، يمكن أن تتواجد معادن ثقيلة أخرى في صبغات الأقمشة وطلاءاتها.

السلايت والألوان الصناعية

تستخدم مادة السلايت في بعض الأحيان في طباعة الألوان والتصاميم على الملابس. قد تسبب هذه المادة ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص، خاصةً عند ملامستها المباشرة للجلد لفترات طويلة. يجب الانتباه إلى الملابس ذات الطبعات والألوان الزاهية، والتأكد من أنها مصنوعة من مواد آمنة.

أكدت الدكتورة سلمى البرقاوي على أهمية شراء الملابس من أماكن موثوقة والتي تلتزم بمعايير السلامة والجودة. يجب البحث عن الملابس التي تحمل ملصقات تشير إلى أنها “خالية من المواد الضارة” أو “آمنة للبشرة الحساسة”. كما أن غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها يمكن أن يساعد في إزالة بعض المواد الكيميائية المتبقية من عملية التصنيع.

ينصح الخبراء بتفضيل الأقمشة الطبيعية مثل القطن والكتان والحرير، لأنها أقل عرضة للتسبب في الحساسية مقارنة بالأقمشة الصناعية. في حالة ظهور أي علامات تهيج أو حساسية على الجلد بعد ارتداء ملابس جديدة، يجب التوقف عن ارتدائها فورًا واستشارة الطبيب.

تضع وزارة التجارة السعودية بشكل دوري معايير لجودة وسلامة المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك المنسوجات والملابس، وتهدف إلى حماية المستهلكين من المنتجات الضارة. وتشمل هذه المعايير قيودًا على استخدام بعض المواد الكيميائية المعروفة بتسببها في الحساسية والأمراض الجلدية.

في الختام، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة زيادة في الوعي بأهمية اختيار الملابس الآمنة والصحية، وربما تتضمن ذلك مبادرات توعية من وزارة الصحة أو منظمات حماية المستهلك. مع استمرار الأبحاث والدراسات حول تأثير المواد الكيميائية على الجلد، قد يتم تحديث المعايير واللوائح المتعلقة بصناعة الملابس في المستقبل القريب. يبقى الترقب لمزيد من التفاصيل حول مدى تطبيق هذه المعايير على أرض الواقع وكيفية ضمان توفير خيارات آمنة للمستهلكين.

شاركها.
اترك تعليقاً