في كارثة مؤلمة، لقي ما لا يقل عن 19 شخصًا مصرعهم في حادث غرق قارب مروع على بحيرة ماي-ندومبي، غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية. هذا الحادث يضاف إلى سلسلة حوادث مأساوية متكررة تسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها مستخدمو النقل النهري في البلاد، وتفاقم أزمة السلامة البحرية. يتزايد القلق بشأن الأسباب الكامنة وراء هذه الكوارث، والحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات فعالة لضمان سلامة الركاب.
أسباب وحيثيات حادث غرق القارب في الكونغو الديمقراطية
وقع الحادث في وقت متأخر من ليلة الخميس عندما انطلق القارب من قرية كيري باتجاه العاصمة كينشاسا. ووفقًا لشهود عيان وتقارير رسمية، تعرض القارب لأمواج عالية ورياح قوية أدت إلى تعطيل أحد محركاته، مما تسبب في انقلابه. فرق الإنقاذ تمكنت حتى الآن من انتشال جثث 19 شخصًا، بينما تم إنقاذ 82 آخرين.
ومع ذلك، لا يزال عدد المفقودين غير معروف، مما يثير مخاوف جدية بشأن ارتفاع عدد الضحايا. المسؤولون المحليون أكدوا أن القارب كان يقل حوالي 200 راكب، وهو رقم يتجاوز بكثير قدرته الاستيعابية المحددة. هذا التحميل الزائد، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية، يعتبر من العوامل الرئيسية التي ساهمت في وقوع هذا الحادث المأساوي.
忽视 إجراءات السلامة البحرية
صرح ممثل إقليم موشي، فريدي بونزيكي إيليكي، بأن القوانين واللوائح المتعلقة بالسلامة البحرية غالبًا ما يتم تجاهلها بشكل صارخ. وشدد على أنه طالب مرارًا وتكرارًا بمنع استخدام القوارب الخشبية، التي تعتبر أكثر عرضة للخطر، في البحيرة، لكن لم يتم الاستماع إلى هذه المطالبات. هذا التجاهل الصارخ لإجراءات السلامة يضع حياة الركاب في خطر دائم.
النقل النهري في الكونغو الديمقراطية: تحديات ومخاطر
يعاني قطاع النقل النهري في جمهورية الكونغو الديمقراطية من نقص حاد في الاستثمار والتطوير، مما أدى إلى تدهور حالة القوارب المستخدمة وزيادة خطر الحوادث. يعتمد الكثير من سكان المناطق الريفية على هذه القوارب كوسيلة رئيسية للتنقل بين القرى والمدن، حيث تفتقر هذه المناطق إلى شبكات طرق كافية أو بدائل نقل أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب الرقابة الفعالة على صيانة القوارب، والتحميل الزائد، وعدم التزام السائقين بإجراءات السلامة، كلها عوامل تساهم في تفاقم المشكلة. غالبًا ما تكون القوارب المستخدمة متهالكة وغير صالحة للإبحار، مما يجعلها عرضة للغرق أو التعطل في أي لحظة.
تكرار حوادث الغرق: مؤشر على أزمة أعمق
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في الكونغو الديمقراطية. ففي سبتمبر الماضي، تعرضت البلاد لحادثي غرق منفصلين، أسفرا عن مقتل حوالي 200 شخص. هذه الكوارث المتكررة تعكس أزمة أعمق تتعلق بالبنية التحتية للنقل المائي، وغياب الرقابة، وعدم توفر بدائل آمنة للسكان المحليين.
وتظهر الإحصائيات أن حوادث الغرق في الأنهار والبحيرات في الكونغو الديمقراطية تتسبب في خسائر بشرية كبيرة كل عام، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للحد من هذه المآسي.
الحاجة إلى إصلاحات عاجلة وفعالة
يثير تكرار هذه الحوادث تساؤلات جدية حول المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومة والجهات المعنية. هناك حاجة ماسة إلى وضع وتنفيذ قوانين ولوائح صارمة لضمان سلامة الركاب، وتحديث أسطول القوارب المستخدمة في النقل النهري، وتوفير التدريب المناسب للسائقين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة الاستثمار في تطوير البنية التحتية للنقل، وبناء الطرق والجسور، لتوفير بدائل آمنة للنقل النهري في المناطق الريفية. كما يجب تعزيز الرقابة والتفتيش على القوارب، وتشديد العقوبات على المخالفين الذين يتجاهلون إجراءات السلامة.
مطالبات بفرض معايير سلامة صارمة
يطالب الناشطون المحليون بفرض معايير سلامة صارمة، بما في ذلك تحديد عدد الركاب المسموح به لكل قارب، والتأكد من أن جميع القوارب مجهزة بمعدات السلامة اللازمة مثل سترات النجاة، وأنظمة الإطفاء، وأجهزة الاتصال. كما يطالبون بإنشاء هيئة مستقلة للتحقيق في حوادث الغرق، وتقديم المخالفين إلى العدالة.
ملاحظة: كلمة “غرق قارب” تم استهدافها ككلمة مفتاحية رئيسية، وتم تضمين “النقل النهري” و “الغرق في الأنهار والبحيرات” ككلمات مفتاحية ثانوية. تم توزيع الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي عبر النص للحفاظ على التدفق والقراءة مع الحفاظ على كثافة الكلمات المفتاحية المناسبة.















