شهدت الكلية التقنية بالرياض اليوم (الثلاثاء) ختام منافسات التحدي العالمي للروبوتات GRC 2025، والذي أظهر بوضوح كيف أن مشاريع ابتكارية سعودية تقود مستقبلًا واعدًا في مجال التكنولوجيا. وقد عكست هذه المنافسات، التي شارك فيها عدد كبير من الطلاب، الوعي المتزايد بأهمية التقنية وشغف الجيل الجديد بالحلول الذكية، مما يؤكد على دور المملكة العربية السعودية في تبني الابتكار.

رعاية ودعم للمواهب الشابة في مجال الروبوتات

الحفل الختامي للتحدي العالمي للروبوتات GRC 2025 حظي برعاية كريمة من الدكتور عادل بن حمد الزنيدي، نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للتدريب. وقد نظمته الكلية التقنية بالرياض بالتعاون مع الاتحاد السعودي للروبوت والرياضات اللاسلكية وأكاديمية ديسكفري للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى مشاركة فعالة من جهات متخصصة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. هذا التعاون يعكس التزام المملكة بدعم وتمكين الشباب في المجالات التقنية.

نماذج مبتكرة تعكس قدرات الطلاب

لم يكن GRC 2025 مجرد منافسة، بل كان منصة لعرض نماذج مبتكرة تعكس قدرة الطلاب والطالبات على تحويل الأفكار إلى مشاريع تقنية ملموسة تخدم الإنسان والبيئة. وقد سادت المنافسات روح التحدي والطموح، مما حفز المشاركين على تقديم أفضل ما لديهم. هذه المشاريع لم تقتصر على جانب واحد، بل شملت مجالات متنوعة مثل النقل البحري، والزراعة، والرعاية الصحية، والسلامة.

مشروع “النقل البحري الذكي” يواكب رؤية نيوم

من أبرز المشاريع التي لاقت استحسانًا مشروع “النقل البحري الذكي” الذي قدمه فريق OXI، بقيادة جنى الهنوف الجريوي، من طالبات الصف الثالث المتوسط. يواكب هذا المشروع طموحات مدينة نيوم لتصبح مركزًا عالميًا للتقنية والتجارة البحرية. يعتمد المشروع على منظومة متكاملة تشمل مركز إدارة رئيسيًا، وتطبيقًا ذكيًا للبحّارة، وسفن وبوابات ذكية تمنع دخول غير المصرح لهم. الفريق أكد أن المشروع يساهم في تنظيم حركة السفن، وتعزيز السلامة باستخدام تقنيات الاستشعار واتخاذ القرار الذكي، ودعم الاقتصاد الأخضر، وتوفير فرص عمل للشباب.

حلول تقنية لحماية البيئة وتعزيز الإنتاج

لم يقتصر الابتكار على النقل البحري، بل امتد ليشمل حماية البيئة البحرية. فقد طورت الطالبتان ديما المالكي وجود المطيري مشروعًا لمراقبة البيئة البحرية يمكّن الصيادين من تحديد مواقع الأسماك بدقة باستخدام مستشعرات حرارية. هذا المشروع يوفر الجهد والوقود، ويضاعف الإنتاج، مما يعود بالنفع على الصيادين والاقتصاد الوطني. مشاريع ابتكارية سعودية أخرى ركزت على المجال الزراعي، حيث عُرض مشروع “المزارع الذكي” الذي يتيح للمزارعين مراقبة محاصيلهم وإدارتها عن بُعد باستخدام روبوت ذكي، وبسعر تنافسي يتراوح بين 250 إلى 300 دولار. يهدف هذا المشروع إلى تقليل الوقت والتكاليف، وتحسين كفاءة الزراعة.

ابتكارات إنسانية تخدم المجتمع

شهدت المنافسات أيضًا ابتكارات في المجال الإنساني، مما يدل على اهتمام الطلاب بقضايا المجتمع. من بين هذه الابتكارات الحذاء الذكي للمكفوفين، والعوامة الذكية لحماية الأطفال من الغرق. تعتمد هذه المشاريع على حساسات متقدمة تنبه الأهل فورًا عند وقوع الخطر، مما يوفر لهم راحة البال ويساهم في حماية الأرواح. هذه الأمثلة تؤكد أن مشاريع ابتكارية سعودية لا تقتصر على الجانب التقني، بل تمتد لتشمل الجانب الإنساني والاجتماعي.

مشاركة عربية فخر واحتفاء

لم تقتصر المشاركة في GRC 2025 على الطلاب السعوديين، بل شارك أيضًا طلاب من مصر وسلطنة عمان واليمن والعراق. وقد أعرب المشاركون العرب عن فخرهم وتقديرهم للمنافسة، مشيدين بالمستوى العالي للمشاريع المقدمة. مروان الشريقي من سلطنة عمان حقق مراكز متقدمة، فيما حصدت فرق عدن المركز الأول في مسابقة “شد الحبل”، وسط احتفاء ودعم من أولياء الأمور والمعلمين. هذه المشاركة العربية تعزز التعاون وتبادل الخبرات في مجال الروبوتات والتقنية.

مستقبل واعد للابتكار في المملكة

في الختام، يمثل التحدي العالمي للروبوتات GRC 2025 علامة فارقة في مسيرة الابتكار في المملكة العربية السعودية. مشاريع ابتكارية سعودية أظهرت قدرة الشباب السعودي على الإبداع والابتكار في مجالات متنوعة. هذا النجاح يعكس الاستثمار الكبير الذي تبذله المملكة في مجال التعليم والتقنية، ويؤكد على التزامها ببناء مستقبل واعد للأجيال القادمة. نتطلع إلى رؤية المزيد من الابتكارات والإنجازات في المستقبل، ونحث الشباب على مواصلة العمل الجاد والإبداع لتحقيق رؤية المملكة 2030.

يمكنكم متابعة المزيد من الأخبار حول التقنية في السعودية والاطلاع على آخر المستجدات في مجال الروبوتات.

شاركها.
اترك تعليقاً