قطاع غزة يغرق في معاناة إضافية مع عاصفة “بيرون” وأمطار غزيرة

اجتاح قطاع غزة، الذي يعاني بالفعل من تداعيات حرب مدمرة استمرت عامين، منخفض جوي حاد وعاصفة قوية أُطلق عليها اسم “بيرون”. تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات واسعة النطاق، وغمرت خيام النازحين، وزادت من وطأة الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها آلاف الفلسطينيين. هذه الكارثة الطبيعية تأتي في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في المساعدات، مما يهدد حياة النازحين ويزيد من معاناتهم. الوضع في غزة أصبح أكثر من مأساوي، حيث يواجه السكان تهديدات متزايدة بسبب البرد والسيول.

تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين

تحولت مخيمات النازحين في غزة إلى برك من الطين والمياه، مما أدى إلى تدمير العديد من الخيام المهترئة أصلاً. صور مؤثرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر الأطفال وهم يلعبون في المياه الملوثة، بينما يكافح الكبار لحماية ممتلكاتهم القليلة المتبقية. العديد من الخيام لم تعد قادرة على توفير أي حماية من العوامل الجوية القاسية، مما يترك النازحين عرضة للإصابة بالأمراض والبرد القارس.

قصص مروية من داخل المخيمات

أحمد أبو طه، أحد النازحين الذين يعيشون في خيمة على شاطئ غزة، وصف الوضع بأنه “سيئ جداً”. قال: “المياه غمرت جميع الخيام هنا.. لدينا كبار السن والنازحين والمرضى داخل هذا المخيم، ولا نملك شيئاً لنحميهم”. هذه الشهادة تعكس المعاناة العميقة التي يعيشها آلاف العائلات التي فقدت منازلها وأصبحت تعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. الوضع في غزة يتطلب تدخلًا عاجلاً لإنقاذ الأرواح وتوفير المأوى والغذاء والدواء للمحتاجين.

انهيارات المنازل وتصاعد الاستغاثات

لم تقتصر الأضرار على مخيمات النازحين، بل امتدت لتشمل المنازل المتضررة من الحرب. أفادت بلدية غزة بانهيار العديد من المنازل على رؤوس ساكنيها بسبب الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، بينما أصبحت منازل أخرى مهددة بالسقوط. فرق الإنقاذ تعمل جاهدة، ولكنها تعاني من نقص الإمكانيات والمعدات اللازمة للتعامل مع حجم الكارثة.

الدفاع المدني الفلسطيني أعلن عن تلقيه أكثر من 2,500 مكالمة استغاثة منذ بدء العاصفة، مما يشير إلى حجم الضرر والاحتياجات المتزايدة. النازحون يحذرون من تدهور أوضاعهم الإنسانية مع استمرار الأمطار والبرد، ويطالبون بتوفير المساعدة العاجلة. الأزمة في غزة تتفاقم مع كل ساعة تمر، وتتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتقديم الدعم اللازم.

تحذيرات من انتشار الأمراض ونقص المساعدات

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حذرت من أن “البيئات الباردة والمكتظة وغير الصحية تزيد من خطر الأمراض والعدوى.” مع تدهور الظروف الصحية، يخشى السكان من انتشار الأمراض المعدية، خاصة بين الأطفال وكبار السن. المساعدات الإنسانية لغزة أصبحت ضرورة ملحة لمنع وقوع كارثة صحية.

منظمات الإغاثة الدولية اتهمت إسرائيل بمنع دخول كميات كافية من المساعدات إلى غزة، على الرغم من الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة يومياً ضمن هدنة يناير 2025. وقالت هذه المنظمات إن الكميات الفعلية من المساعدات التي تصل إلى القطاع أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية.

في المقابل، أكدت COGAT، الجهة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، أنها أدخلت مؤخراً 260,000 خيمة وغطاء بلاستيكي وأكثر من 1,500 شاحنة بطانيات وملابس دافئة. ومع ذلك، تشير المنظمات الإغاثية إلى أن هذه الأرقام مبالغ فيها وأن الوضع على الأرض لا يعكس هذه الكميات. هناك حاجة ماسة لزيادة حجم المساعدات المتدفقة إلى غزة، وضمان وصولها إلى المحتاجين دون أي عوائق.

الحاجة إلى استجابة دولية عاجلة

الوضع في غزة يتطلب استجابة دولية عاجلة ومنسقة. يجب على المجتمع الدولي الضغط على جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، وتوفير الدعم اللازم لفرق الإنقاذ والمنظمات الإغاثية العاملة في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الدول المانحة زيادة مساهماتها المالية لمساعدة غزة على تجاوز هذه الأزمة.

إن تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني في غزة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة خطر وقوع كارثة كبرى. من الضروري التحرك الآن لإنقاذ الأرواح وتوفير المساعدة اللازمة للمتضررين. الوضع في غزة يختبر ضمير الإنسانية، ويتطلب منا جميعاً الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه اللحظات الصعبة. يجب أن تكون الأولوية القصوى هي حماية المدنيين وتوفير لهم المأوى والغذاء والدواء، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية.

شاركها.
اترك تعليقاً