تعتبر فيضة “أم الحمام” القريبة من محافظة السليمي في منطقة حائل، وجهة سياحية طبيعية بارزة تجذب الزوار من مختلف المناطق. وقد ازدادت شعبيتها مؤخرًا بعد هطول الأمطار التي حولت الفيضة إلى لوحة فنية خضراء، مما جعلها مقصدًا مثاليًا لمحبي الطبيعة والراغبين في الاسترخاء في أحضان الوجهات البرية.

تقع الفيضة في منطقة تتميز بتضاريسها الفريدة ومناخها المعتدل، مما ساهم في تنوع نباتها وحيواناتها. وتعد “أم الحمام” مثالًا حيًا على الجمال الطبيعي الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية، حيث تظهر فيها مظاهر الحياة البرية بكل ألوانها.

جمال الطبيعة في فيضة أم الحمام

تتميز فيضة أم الحمام بتنوع نباتي ملحوظ، حيث تنتشر فيها النباتات البرية الموسمية مثل الحمّاض والربلة والنفل والجرجير البري والحميضة. بالإضافة إلى ذلك، تحيط بالفيضة أشجار العرفج في أطرافها، بينما تنتشر الحشائش الرعوية كالسبط والثمام والنجيل البري في أرجائها. هذا التنوع النباتي يجعلها موطنًا للعديد من الحيوانات البرية والطيور.

مع هطول الأمطار الأخيرة، اكتست الأرض بالخضرة الزاهية، مما أضفى على الفيضة سحرًا خاصًا. وقد تحولت الفيضة إلى مكان مثالي للتخييم والاستمتاع بالهواء الطلق، حيث يفضلها الكثيرون لقضاء عطلات نهاية الأسبوع والاسترخاء بعيدًا عن صخب المدن.

أهمية السياحة البيئية في المنطقة

تعتبر السياحة البيئية من أهم مصادر الدخل القومي في منطقة حائل، حيث تجذب العديد من السياح المحليين والأجانب. وتساهم هذه السياحة في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للشباب. بالإضافة إلى ذلك، تساعد السياحة البيئية في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتعزيز الوعي بأهمية حماية الموارد الطبيعية.

وقد أشار عدد من المتنزهين إلى أن فيضة أم الحمام تمثل متنفسًا طبيعيًا متكاملًا يجمع بين جمال المكان وهدوء الأجواء. وأكدوا على أهمية المحافظة على هذه الوجهة البيئية الفريدة لضمان استدامتها كإحدى الثروات الطبيعية لمنطقة حائل. كما أن السياحة في حائل تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل الدعم الحكومي والاهتمام بتطوير البنية التحتية.

لم تغفل عدسات المصورين هذا الجمال، حيث وثق المصور إبراهيم صالح الشومر (أبو راكان) صورًا رائعة للفيضة، شاركها مع قراء ومتابعي “سبق”. ودعا الشومر إلى زيارة الفيضة والاستمتاع باعتدال الجو وروعة المشهد، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على هذا الكنز الطبيعي.

تعتبر فيضة أم الحمام جزءًا من منظومة أوسع من المحميات الطبيعية في منطقة حائل، والتي تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. وتشمل هذه المحميات مناطق أخرى ذات أهمية بيئية كبيرة، مثل محمية حرة بني رشيد ومحمية ريم.

في الختام، تظل فيضة أم الحمام وجهة واعدة للسياحة البيئية في منطقة حائل، وتستحق كل الاهتمام والرعاية. من المتوقع أن تشهد الفيضة المزيد من الزوار في الفترة القادمة، خاصة مع تحسن الظروف المناخية وزيادة الوعي بأهمية السياحة المستدامة. وستستمر الجهات المعنية في المنطقة بوضع الخطط والبرامج اللازمة للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي وتطويره.

شاركها.
اترك تعليقاً