الاتحاد الأوروبي يطالب بإطلاق سراح نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بعد اعتقالها الأخير في إيران. هذا الاعتقال، إلى جانب اعتقال نشطاء آخرين، يثير قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن حقوق الإنسان في إيران، ويضع ضغوطًا إضافية على السلطات الإيرانية. يركز هذا المقال على تفاصيل الاعتقال، ردود الفعل الدولية، والوضع الحقوقي العام في إيران، مع التركيز على قضية نرجس محمدي.

اعتقال نرجس محمدي والنشطاء الآخرين: تفاصيل جديدة

في تطور مقلق، أعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقال الناشطة الحقوقية البارزة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، يوم الجمعة الماضي. لم تكن محمدي الوحيدة التي تم اعتقالها، بل رافقها ما لا يقل عن ثمانية نشطاء آخرين. يأتي هذا الاعتقال بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحها المؤقت لأسباب صحية في ديسمبر 2024، بعد قضاء معظم السنوات العشر الماضية في السجن بسبب توقيفات متكررة.

ووفقًا لمؤسسة نرجس محمدي، فقد تم اعتقالها أثناء مشاركتها في إحياء ذكرى وفاة المحامي خسرو علي كردي، الذي عثر عليه متوفى في مكتبه في الخامس من ديسمبر. وتشير التقارير إلى أن الموقوفين رددوا “شعارات تعد مخالفة للاعراف العامة”، حسبما صرح محافظ مشهد، حسن حسيني، دون تقديم تفاصيل إضافية.

ردود الفعل الدولية: دعوات للإفراج الفوري

أثار اعتقال نرجس محمدي ردود فعل دولية قوية، حيث طالب الاتحاد الأوروبي السلطات الإيرانية بالإفراج الفوري عنها وعن جميع النشطاء الآخرين الذين تم اعتقالهم. أكد المتحدث باسم الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، على ضرورة احترام حقوق الإنسان في إيران، بما في ذلك حرية التعبير.

وأضاف العنوني أن الاتحاد الأوروبي يحث طهران على إطلاق سراح محمدي، مع الأخذ في الاعتبار وضعها الصحي الحساس. كما شدد على أهمية الإفراج عن جميع الأشخاص الذين تم توقيفهم أثناء ممارستهم لحرية التعبير، معتبرًا الاعتقالات الأخيرة “مقلقة للغاية”. هذا الموقف يعكس قلقًا أوروبيًا متزايدًا بشأن تدهور الوضع الحقوقي في إيران.

الوضع الصحي لنرجس محمدي وأهمية الإفراج عنها

تعتبر قضية نرجس محمدي أكثر إلحاحًا نظرًا لوضعها الصحي الهش. فقد عانت محمدي من مشاكل صحية متعددة خلال فترة سجنها السابقة، مما استدعى إطلاق سراحها المؤقت في ديسمبر 2024. العودة إلى السجن قد تؤدي إلى تدهور حالتها الصحية بشكل خطير، وهو ما يثير قلقًا بالغًا لدى منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.

خلفية الاعتقالات: قمع الاحتجاجات والوضع الحقوقي في إيران

لا يمكن النظر إلى اعتقال نرجس محمدي والنشطاء الآخرين بمعزل عن السياق الأوسع للوضع الحقوقي في إيران. فقد شهدت إيران حملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضين والنشطاء الحقوقيين، خاصة بعد الاحتجاجات التي اندلعت في عام 2022.

المحامي خسرو علي كردي، الذي كانت نرجس محمدي تحيي ذكراه، كان قد تولى الدفاع في قضايا حساسة تتعلق بموقوفين على خلفية هذه الاحتجاجات. وفاته المفاجئة، والتي تثير شبهات حول احتمال وجود جريمة قتل متورطة فيها جهات رسمية، تضيف بعدًا آخر إلى هذه القضية. منظمة “حقوق الإنسان في إيران” ومقرها النرويج، دعت إلى إجراء تحقيق شامل في ظروف وفاته.

النشاط الحقوقي في إيران: تحديات مستمرة

يواجه النشطاء الحقوقيون في إيران تحديات جمة، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، والمحاكمات غير العادلة، والتعذيب، والقيود المفروضة على حرية التعبير والتجمع. على الرغم من هذه التحديات، يواصلون العمل من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، وكشف انتهاكاتها، والمطالبة بالعدالة.

حقوق الإنسان في إيران هي قضية محورية في العلاقات الدولية، وتثير اهتمامًا متزايدًا من قبل المنظمات الحقوقية والحكومات الغربية. الضغط الدولي المستمر، إلى جانب دعم المجتمع المدني الإيراني، قد يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الوضع الحقوقي في البلاد.

الخلاصة: المطالبة بالعدالة والإفراج عن نرجس محمدي

إن اعتقال نرجس محمدي والنشطاء الآخرين يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويؤكد على الحاجة الملحة إلى تدخل دولي فعال. يجب على السلطات الإيرانية الإفراج الفوري عنهم، وضمان محاكمات عادلة وشفافة لجميع المعتقلين. كما يجب عليها احترام حرية التعبير والتجمع، والسماح للنشطاء الحقوقيين بممارسة عملهم دون خوف أو مضايقة.

ندعو المجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط على إيران من أجل احترام حقوق الإنسان، وإلى دعم المنظمات الحقوقية التي تعمل على الأرض. إن قضية نرجس محمدي ليست مجرد قضية فردية، بل هي قضية تتعلق بالكرامة الإنسانية والعدالة في إيران. شارك هذا المقال لنشر الوعي حول هذه القضية الهامة، وللمطالبة بالإفراج عن نرجس محمدي وعن جميع معتقلي الرأي في إيران.

شاركها.
اترك تعليقاً