كثفت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة الباحة استعداداتها لمواجهة تحديات فصل الشتاء لعام 2025، وذلك بتفعيل خطة شاملة تهدف إلى تعزيز الاستجابة للطوارئ وتقديم الخدمات الإسعافية بكفاءة عالية. تأتي هذه الجهود بتوجيه ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الباحة، وفي إطار سعي الهيئة لضمان سلامة السكان خلال الظروف الجوية الصعبة. وتعتبر خطة الشتاء ضرورية نظرًا للتقلبات المناخية التي تشهدها المنطقة وزيادة الحوادث المرورية المحتملة.
وتركز الخطة بشكل أساسي على القطاع التهامي في منطقة الباحة، الذي يشهد كثافة مرورية متزايدة خلال فصل الشتاء بسبب تدفق السياح والزوار. تهدف هذه الاستعدادات إلى تقليل زمن الاستجابة للحالات الطارئة وتوفير الرعاية الإسعافية الفورية للمحتاجين. بدأت الهيئة في تنفيذ الخطة منذ وقت مبكر، مع التركيز على تدريب الكوادر الإسعافية وتجهيز المراكز الإسعافية بالكامل.
تعزيز الجاهزية الإسعافية في الباحة مع خطة الشتاء
أوضح مدير عام فرع الهيئة بالمنطقة، الأستاذ سلطان بن سعد المالكي، أن الخطة تتضمن دعمًا كبيرًا للقطاع الإسعافي بآليات ومعدات متطورة. يشمل ذلك توفير باص “أحد” المخصص للتعامل مع حالات الإصابات المتعددة، بالإضافة إلى عربة “البولارس” المصممة خصيصًا للمناطق الرملية والجبلية الوعرة. تهدف هذه الآليات إلى الوصول إلى الحالات الطارئة في أسرع وقت ممكن، بغض النظر عن صعوبة التضاريس.
تركيز على المناطق الحيوية
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على تعزيز التمركز الإسعافي في الطرق الحيوية والمنتزهات والمواقع التي تشهد بلاغات متكررة. ويشمل ذلك زيادة عدد الفرق الإسعافية وتوزيعها بشكل استراتيجي لضمان تغطية شاملة للمنطقة. كما يتم تنسيق الجهود مع الجهات الأمنية الأخرى، مثل المرور والدفاع المدني، لتبادل المعلومات وتوحيد الاستجابة للحالات الطارئة. وتشمل الاستعدادات أيضًا توفير الإمدادات الطبية اللازمة في جميع المراكز الإسعافية.
كما تم تخصيص آليات جديدة لمركز ناوان، مع مراعاة طبيعة المنطقة الجغرافية والتحديات التي قد تواجه الفرق الإسعافية. يهدف هذا الدعم إلى ضمان تقديم خدمة إسعافية طارئة بفاعلية عالية، خاصة في ظل الظروف الجوية القاسية. وتعتبر منطقة ناوان من المناطق التي تشهد إقبالًا كبيرًا من السياح خلال فصل الشتاء، مما يزيد من أهمية الاستعدادات الإسعافية.
وتؤكد الهيئة على أهمية تعاون المواطنين والمقيمين مع الفرق الإسعافية، من خلال الإبلاغ عن أي حالات طارئة على الفور وتقديم المعلومات اللازمة. كما تدعو الهيئة إلى اتباع تعليمات الجهات الأمنية والالتزام بالأنظمة المرورية وإرشادات السلامة، خاصة في ظل التقلبات الجوية. وتشير الإحصائيات إلى أن الالتزام بإجراءات السلامة المرورية يقلل بشكل كبير من عدد الحوادث والإصابات.
وتشمل الاستعدادات أيضًا حملات توعية للمواطنين والمقيمين حول كيفية التعامل مع حالات الطوارئ الشتوية، مثل الإصابات الناجمة عن البرد أو الانزلاق. تهدف هذه الحملات إلى رفع مستوى الوعي العام وتعزيز ثقافة السلامة. وتعتمد الهيئة على وسائل الإعلام المختلفة، مثل التلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. وتعتبر التوعية جزءًا أساسيًا من خطة الهيئة لمواجهة تحديات فصل الشتاء.
وتستمر الهيئة في مراجعة وتحديث خططها بشكل دوري، بناءً على التطورات الجوية والاحتياجات المتغيرة. وتحرص الهيئة على الاستفادة من أحدث التقنيات والممارسات في مجال الإسعافات الطارئة. وتعتبر الهيئة شريكًا رئيسيًا في جهود المنطقة للحفاظ على سلامة السكان وتوفير بيئة آمنة للجميع. وتشمل هذه الجهود أيضًا التعاون مع القطاعات الأخرى، مثل الصحة والتعليم، لتقديم الدعم اللازم للمجتمع.
من المتوقع أن تستمر الهيئة في تنفيذ خطة الشتاء حتى نهاية الموسم، مع التركيز على المراقبة المستمرة للوضع الجوي والاستجابة السريعة لأي حالات طارئة. وتعتبر الهيئة أن الاستعداد الجيد والتنسيق الفعال هما مفتاح النجاح في التعامل مع تحديات فصل الشتاء. وستقوم الهيئة بتقييم أداء الخطة في نهاية الموسم، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف وإجراء التحسينات اللازمة للمستقبل. وتعتبر هذه العملية جزءًا من التزام الهيئة المستمر بتقديم أفضل الخدمات الإسعافية للمجتمع.












