أجواء من البهجة والبهارات الأفريقية زينت مدرجات كأس العرب، وذلك بفضل فرقة “هايبرس كيدز أفريكا” الموهوبة. فبعد نهاية مباراة السعودية والأردن في نصف نهائي البطولة التي أقيمت في قطر عام 2025، خطفت هذه الفرقة الأوغندية الأنظار بعروضها المفعمة بالحيوية. هذه المقالة تسلط الضوء على فرقة هايبرس كيدز أفريكا، رحلتها الملهمة، وأهدافها النبيلة التي تتجاوز مجرد تقديم عروض فنية.
رحلة فرقة هايبرس كيدز أفريكا من أوغندا إلى الأضواء العالمية
تأسست فرقة هايبرس كيدز أفريكا في عام 2013 على يد موزيس بوتيندو، بهدف أساسي وهو دعم وتمكين الأطفال المحرومين في أوغندا. لم تكن البداية سهلة، ولكن بوتيندو آمن بقدرات هؤلاء الأطفال وعزم على توفير فرصة لهم للتعبير عن أنفسهم من خلال الفن. بدأ بجمع 75 طفلاً من مناطق مختلفة في أوغندا، ومنحهم تدريباً مكثفاً في الرقص والحركات البهلوانية، مستلهمًا من التراث الثقافي الغني لأفريقيا.
من الشوارع إلى منصات التواصل الاجتماعي
سرعان ما بدأت موهبة هؤلاء الأطفال تظهر، وبدأوا في تقديم عروض في المناسبات المحلية. ولكن نقطة التحول الحقيقية كانت مشاركتهم على منصة إنستغرام. بفضل مقاطع الفيديو القصيرة التي تعرض مهاراتهم الاستثنائية، اكتسبت الفرقة شعبية هائلة، وتجاوز عدد متابعيها الآن 11 مليون شخص. هذا النجاح على منصات التواصل الاجتماعي فتح لهم أبواباً لم تكن لتخطر ببالهم.
مشاركة الفرقة في فعاليات قطر الرياضية والثقافية
لم تكن مشاركة فرقة هايبرس كيدز أفريكا في قطر مجرد زيارة عابرة. فقد حرص أعضاء الفرقة، بقيادة بوتيندو، على حضور مباراة السعودية والأردن ضمن نصف نهائي كأس العرب 2025 للاستمتاع بأجواء البطولة العربية. ولكن الأهم من ذلك، أنهم كانوا يستعدون للمشاركة في حفل “ذا بيست” (The Best) الذي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتوزيع جوائز الأفضل لعام 2025.
بهجة أردنية وتفاعل أفريقي
خلال احتفالات الجماهير الأردنية بتأهل فريقهم “النشامى” إلى نهائي كأس العرب، أضفت فرقة هايبرس كيدز أفريكا لمسة خاصة على الأجواء. قدموا رقصات أفريقية تقليدية وحركات بهلوانية مذهلة، لاقت استحساناً كبيراً من الحاضرين. هذا التفاعل الثقافي أظهر كيف يمكن للفن أن يتجاوز الحدود ويعزز التواصل بين الشعوب. كما أظهرت عروضهم التزامهم بالحفاظ على التراث الثقافي الأفريقي ونقله إلى العالم.
أهداف الفرقة تتجاوز الترفيه: بناء مستقبل للأطفال
على الرغم من الشهرة العالمية التي حققتها فرقة هايبرس كيدز أفريكا، إلا أن أهدافها لم تتغير. لا يزال بوتيندو وأعضاء الفرقة ملتزمين بدعم وتمكين الأطفال المحرومين في أوغندا. إنهم يسعون إلى توظيف عائدات عروضهم الفنية في بناء منزل ومدرسة للأطفال، لتوفير بيئة آمنة ومحفزة لنموهم وتطورهم.
الفن كأداة للتغيير الاجتماعي
يرى بوتيندو أن الفن يمكن أن يكون أداة قوية للتغيير الاجتماعي. من خلال عروضهم، يسعى الأطفال إلى إلهام الآخرين وإظهار أن الأحلام يمكن أن تتحقق حتى في ظل الظروف الصعبة. إنهم يمثلون الأمل والمستقبل، ويؤمنون بأن التعليم والتمكين هما السبيل إلى حياة أفضل. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الفرقة في تعزيز التعليم والتمكين الاجتماعي للأطفال في أوغندا.
مستقبل واعد لـ هايبرس كيدز أفريكا
تواصل فرقة هايبرس كيدز أفريكا مسيرتها نحو النجاح، مع الحفاظ على قيمها ومبادئها. لقد أثبتوا للعالم أن الموهبة والإصرار يمكن أن يفتحا الأبواب أمام فرص جديدة. ومع استمرارهم في تقديم عروضهم المذهلة، فإنهم يلهمون الملايين من الناس حول العالم، ويساهمون في بناء مستقبل أفضل للأطفال المحرومين. من المؤكد أننا سنشهد المزيد من الإنجازات لهذه الفرقة الموهوبة في السنوات القادمة.
في الختام، فرقة هايبرس كيدز أفريكا ليست مجرد فرقة فنية، بل هي قصة نجاح ملهمة، ورحلة من التحدي إلى الأمل. إنهم يمثلون قوة الفن في تغيير الحياة، ويؤكدون على أهمية دعم وتمكين الأطفال المحرومين. تابعوا حساباتهم على إنستغرام ووسائل التواصل الاجتماعي لتشجيعهم ومشاركة إبداعاتهم مع العالم. ما هي انطباعاتكم عن هذه الفرقة المذهلة؟ شاركونا آراءكم في التعليقات!















