أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية عن القائمة الطويلة لمرشحيها لدورة عام 2026، مُثيرةً بذلك اهتماماً كبيراً في الأوساط الأدبية والثقافية. هذه القائمة، التي تضم 16 رواية متميزة من بين 137 عملاً متنافساً، تُعدّ نافذةً على أحدث الإبداعات في مجال الرواية العربية، وتُظهر التنوع الغني في القصص والأصوات التي تتبلور في عالمنا العربي اليوم. مع إعلان هذه القائمة، يتجدد الترقب لمعرفة الروايات التي ستصل إلى المراحل النهائية وتُتوّج بالجائزة المرموقة.
لجنة تحكيم متميزة واختيارات دقيقة
تُوّجت عملية اختيار القائمة الطويلة بجهود لجنة تحكيم مُختصة ومُتنوعة، ضمت نخبة من الباحثين والنقاد والكتاب من مختلف الدول. ترأس اللجنة الباحث والناقد التونسي محمد القاضي، وشارك في عضويتها شاكر نوري (العراق)، وضياء الكعبي (البحرين)، وليلى هي وون بيك (كوريا الجنوبية)، ومايا أبو الحيات (فلسطين).
هذا التنوع في الخبرات والخلفيات الثقافية يعكس الحرص الذي تبديه الجائزة على تقديم تقييم شامل وموضوعي للأعمال المرشحة، مع الأخذ في الاعتبار مختلف وجهات النظر. وقد عملت اللجنة بجدية ودقة لاختيار أفضل الروايات التي تعبر عن روح العصر وتُقدم إضافة نوعية إلى المكتبة الأدب العربي.
تنوع جغرافي وثيماتي في القائمة الطويلة
تتجلى قوة الرواية العربية في تنوعها، وهذا ما عكسته القائمة الطويلة للجائزة. فنجد أعمالاً لكتّاب من عشرة بلدان عربية مختلفة، هي مصر والجزائر ولبنان وتونس والسعودية وسوريا والعراق وعُمان والمغرب واليمن. هذا التنوع الجغرافي يضمن تمثيل مختلف الثقافات والواقعيات العربية.
أما على الصعيد الثيماتي، فقد غطت الروايات المرشحة طيفاً واسعاً من القضايا والموضوعات، بدءاً من استكشاف جذور الحضارات في الشرق الأوسط، مروراً بتصوير مستقبل قاتم يهدد بفناء البشرية، وصولاً إلى معالجة قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة. كما تضمنت القائمة أعمالاً تتناول الصراعات الداخلية للأفراد، وتفحص دوافع الجريمة المتأصلة في النفس البشرية.
أسماء لامعة وعودة كتاب متميزين
القائمة الطويلة لا تخلو من الأسماء اللامعة في عالم الرواية العربية. يبرز ضمنها عدد من الكتّاب الذين سبق لهم الوصول إلى المراحل النهائية من الجائزة، مما يشير إلى استمرارهم في تقديم أعمال ذات قيمة فنية وأدبية عالية.
ومن بين هؤلاء الكتّاب: عبد الوهاب عيساوي (الفائز بالجائزة عام 2020)، وسعيد خطيبي (الوصول إلى القائمة القصيرة عام 2020)، وعبد المجيد سباطة (الوصول إلى القائمة القصيرة عام 2021)، وأحمد عبد اللطيف وأميمة الخميس وأمين الزاوي الذين سبق لهم التواجد في القوائم الطويلة والقصيرة في دورات سابقة. إن وجود هؤلاء الكتاب في القائمة الطويلة يعزز من قيمة الجائزة ويؤكد على التزامها بدعم وتشجيع المبدعين المتميزين.
أبرز الروايات في القائمة الطويلة
تتضمن القائمة الطويلة لعام 2026 مجموعة من الروايات التي تستحق القراءة والتحليل. من بينها:
- “أصل الأنواع” لأحمد عبد اللطيف (مصر): رواية تجمع بين العلم والفن، وتستكشف موضوعات الوجود والهوية.
- “عمّة آل مشرق” لأميمة الخميس (السعودية): عمل روائي يغوص في أعماق المجتمع السعودي، ويكشف عن تناقضاته وتحدياته.
- “منام القيلولة” لأمين الزاوي (الجزائر): رواية تتميز بلغتها الشعرية وأسلوبها السردي المبتكر، وتتناول قضايا الذاكرة والمنفى.
- “ماء العروس” لخليل صويلح (سوريا): قصة مشوقة تتناول قضايا الحب والخيانة في ظل الحرب والدمار.
- “غيبة مَي” لنجوى بركات (لبنان): رواية مؤثرة تعبر عن معاناة المرأة العربية وقضاياها.
هذه مجرد أمثلة قليلة من الأعمال المتميزة التي تتضمنها القائمة الطويلة. وكل رواية تحمل في طياتها عالماً خاصاً يستحق الاستكشاف.
الجائزة العالمية للرواية العربية ودعم المشهد الأدبي
تعتبر الجائزة العالمية للرواية العربية، التي يرعاها مركز أبو ظبي للغة العربية، من أهم الجوائز الأدبية في العالم العربي. فهي لا تقتصر على تكريم الفائزين، بل تسعى أيضاً إلى دعم المشهد الأدبي وتشجيع القراءة والكتابة.
ومن خلال إعلان القائمة الطويلة، تسلط الجائزة الضوء على الروايات المتميزة وتدعو القراء والنقاد إلى التفاعل معها. وهذا يساهم في إثراء الحوار الثقافي وتعزيز مكانة الرواية العربية على الساحة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الجائزة منصة للكتاب الناشئين لعرض أعمالهم والوصول إلى جمهور أوسع.
في الختام، القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لدورة 2026 هي دعوة مفتوحة للقراء لاستكشاف عوالم جديدة والانغماس في قصص ممتعة ومثيرة للتفكير. هذه القائمة تمثل تجسيداً حقيقياً للإبداع الأدب المعاصر، وتؤكد على استمرار ازدهار الرواية العربية في مواجهة التحديات. ندعوكم لمتابعة الروايات المرشحة والتعبير عن آرائكم ومشاركتها مع الآخرين.
