في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، يواصل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إعلانه عن استمرار العمليات العسكرية في سوريا، متحديًا الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار. هذا التصعيد، الذي يأتي في أعقاب احتلال منطقة جبل الشيخ في ديسمبر 2024، يثير مخاوف متزايدة بشأن مستقبل الأمن الإقليمي ويزيد من حدة العدوان الإسرائيلي على سوريا.

تصريحات كاتس وتأكيد الاستمرار في العمليات العسكرية

أكد يسرائيل كاتس، في كلمة ألقاها خلال ختام دورة تدريبية لطياري الجيش الإسرائيلي بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، أن الجيش الإسرائيلي لن يغادر جبل الشيخ. وأضاف كاتس، بحسب صحيفة معاريف، أنه سيواصل العمليات العسكرية في لبنان وسوريا وغزة واليمن، متجاهلاً بذلك الدعوات المتزايدة للتهدئة.

هذا التصريح يمثل تحديًا صريحًا للجهود الدبلوماسية والإقليمية التي تسعى إلى احتواء الأزمة المتفاقمة في المنطقة. كما يعكس استمرار إسرائيل في تجاهل السيادة السورية، وهو ما يعتبره مراقبون انتهاكًا للقانون الدولي.

احتلال جبل الشيخ وتداعياته

احتلال إسرائيل لجبل الشيخ في 8 ديسمبر 2024، بعد سقوط نظام بشار الأسد، أثار ردود فعل غاضبة من قبل الحكومة السورية والمجتمع الدولي. تعتبر سوريا هذا الاحتلال غير قانوني وتطالب بخروج القوات الإسرائيلية من أراضيها.

المنطقة العازلة التي أنشأتها إسرائيل في سوريا، بحجة حماية أمنها، أصبحت بؤرة للتوترات، حيث تتهم دمشق إسرائيل بدعم الجماعات المسلحة المعارضة وتهديد استقرارها.

الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للسيادة السورية

لا تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية على الاحتلال العسكري، بل تتعداه إلى استهداف المدنيين والبنية التحتية السورية. فقد أكد مراسل الجزيرة أن مسيرة إسرائيلية ألقت قنابل على منطقة سد المنطرة في ريف القنيطرة جنوبي سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، تعرض أطفال ونساء للاعتداء من قبل قوة إسرائيلية أثناء جمعهم للفطر في المنطقة الواقعة بين قريتي العدنانية ورويحينة في ريف القنيطرة الشمالي. وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابل دخانية تجاه المدنيين العزل.

توغلات واعتقالات في الجنوب السوري

تواصل القوات الإسرائيلية توغلاتها في مناطق عدة بريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي، حيث تقوم باعتقال المدنيين لفترات متفاوتة. فقد ذكرت سانا أن القوات الإسرائيلية اعتقلت شابين في ريف القنيطرة، ثم أفرجت عنهما بعد ساعات.

هذه التوغلات والاعتقالات تعتبر جزءًا من سياسة إسرائيلية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الجنوب السوري والضغط على الحكومة السورية.

ردود الفعل السورية والمطالبات الدولية

تندد سوريا بشدة بالانتهاكات الإسرائيلية وتطالب بخروج القوات الإسرائيلية من أراضيها. وتؤكد دمشق أن جميع الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في الجنوب السوري باطلة، ولا ترتب أي أثر قانوني وفقًا للقانون الدولي.

كما تدعو سوريا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع الممارسات الإسرائيلية. وتشير إلى أن إسرائيل تخرق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، من خلال التوغل في الجنوب السوري والاعتداء على المواطنين.

مستقبل التوترات الإقليمية وتأثير السياسة الإسرائيلية

إن استمرار السياسة الإسرائيلية العدوانية في سوريا يهدد بتصعيد التوترات الإقليمية وزيادة خطر اندلاع صراع أوسع. فالعمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، إلى جانب التوترات في لبنان وغزة واليمن، تخلق بيئة غير مستقرة تشجع على التطرف والعنف.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تجاهل إسرائيل للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار يعيق عملية السلام ويزيد من صعوبة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات الإقليمية.

من الضروري أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطًا على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للسيادة السورية واحترام القانون الدولي. كما يجب على جميع الأطراف المعنية العمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات الإقليمية، من خلال الحوار والتفاوض. إن تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب التزامًا حقيقيًا بالسلام والعدالة، واحترام حقوق جميع الشعوب.

إن متابعة التطورات على الأرض، وتحليل العدوان الإسرائيلي على سوريا، أمر بالغ الأهمية لفهم ديناميكيات الصراع في المنطقة، ووضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع التحديات المستقبلية.

شاركها.
اترك تعليقاً