أثار حديث للمختص في اللياقة البدنية والتغذية، محمد الفوزان، جدلاً واسعاً حول دور الغذاء والرياضة في عملية إنقاص الوزن. وأكد الفوزان أن النظام الغذائي يلعب الدور الأكبر، بنسبة تصل إلى 70%، في فقدان الوزن، بينما لا تساهم الرياضة وحدها بشكل كبير في هذا الهدف. جاءت تصريحاته خلال مشاركته في برنامج “الراصد” مؤخراً، مما دفع الكثيرين إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم المتبعة للحفاظ على وزن صحي.
وقد انتشر مقطع فيديو للفوزان على نطاق واسع عبر منصة “تويتر” (الآن “إكس”)، حيث أوضح أن العجز في السعرات الحرارية، الذي يتحقق بشكل أساسي من خلال الغذاء، هو العامل الرئيسي في خسارة الوزن. وأشار إلى أن بعض الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية قد يفقدون وزنهم بنجاح من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومقنن السعرات الحرارية، مما يؤكد أهمية الغذاء في هذه العملية.
أهمية الغذاء في إنقاص الوزن
تعتبر تصريحات الفوزان بمثابة تأكيد لما هو معروف علمياً حول العلاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المحروقة. فإن استهلاك سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الجسم يؤدي حتماً إلى فقدان الوزن، بغض النظر عن مستوى النشاط البدني. ومع ذلك، يشدد الخبراء على أن هذا لا يعني الاستغناء عن الرياضة تماماً.
دور الرياضة في الصحة العامة
على الرغم من أن الفوزان يقلل من تأثير الرياضة المباشر على فقدان الوزن، إلا أنه يؤكد على أهميتها في تعزيز الصحة العامة. فالنشاط البدني المنتظم، حتى لو كان مجرد المشي السريع، يساهم في رفع معدل ضربات القلب وتقوية عضلة القلب وتحسين الدورة الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرياضة في بناء العضلات، مما يزيد من معدل الأيض الأساسي للجسم وبالتالي حرق المزيد من السعرات الحرارية على المدى الطويل. كما أنها تلعب دوراً هاماً في تحسين الصحة النفسية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
تتفق مع هذا الرأي العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الجمع بين النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم هو أفضل طريقة لتحقيق وزن صحي والحفاظ عليه. فالرياضة لا تساعد فقط في حرق السعرات الحرارية، بل أيضاً في تحسين التركيبة الجسمانية وزيادة الكتلة العضلية وتقليل الدهون.
العجز في السعرات الحرارية: المفتاح الرئيسي
يركز الفوزان بشكل خاص على مفهوم “العجز في السعرات الحرارية” (calorie deficit) كأداة أساسية لـإنقاص الوزن. وهذا يعني أن الشخص يجب أن يستهلك سعرات حرارية أقل مما يحرق يومياً. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقليل كمية الطعام المتناول، أو زيادة النشاط البدني، أو الجمع بين الاثنين.
يُعتبر تحديد الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية خطوة مهمة في تطبيق هذا المبدأ. تعتمد هذه الاحتياجات على عدة عوامل مثل العمر والجنس والطول والوزن ومستوى النشاط البدني. يمكن الاستعانة بأخصائي تغذية لتقدير هذه الاحتياجات بشكل دقيق.
من المهم أيضاً الانتباه إلى نوعية الطعام المتناول. فالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية وقليلة السعرات الحرارية، مثل الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون، هي الخيار الأمثل لإنقاص الوزن والحفاظ على الصحة. بينما يجب تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة.
تعتبر التغييرات الطفيفة والمستدامة في النظام الغذائي أكثر فعالية من الحميات الغذائية القاسية والمؤقتة. فالحميات القاسية قد تؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة، ولكنها غالباً ما تكون غير صحية وغير مستدامة على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على الصحة العامة والرفاهية، بدلاً من مجرد التركيز على الرقم على الميزان، يمكن أن يساعد في تحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل. فإن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يحسن المزاج والطاقة ومستوى الثقة بالنفس.
تتزايد الوعي بأهمية التغذية الصحية وإنقاص الوزن بطرق سليمة في المجتمعات العربية. وتشير التقارير إلى ارتفاع معدلات السمنة في المنطقة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. لذلك، فإن التثقيف الغذائي وتشجيع النشاط البدني هما من الأولويات الصحية الهامة.
من المتوقع أن تطلق وزارة الصحة مبادرات جديدة لتعزيز التغذية الصحية والوقاية من السمنة في الأشهر القادمة. وستركز هذه المبادرات على توفير المعلومات والتوجيهات اللازمة للأفراد والعائلات، بالإضافة إلى تشجيع المدارس والمؤسسات الأخرى على تبني سياسات غذائية صحية. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان وصول هذه المبادرات إلى جميع الفئات السكانية وتحقيق النتائج المرجوة.















