يستعرض جناح المديرية العامة لحرس الحدود في معرض “واحة الأمن” المقام ضمن فعاليات مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته العاشرة، أحدث التقنيات والمعدات المستخدمة في حماية حدود المملكة العربية السعودية. ويشكل عرض مدرعة الدهناء، وهي إحدى الصناعات العسكرية الوطنية، نقطة جذب رئيسية للزوار، حيث تبرز قدراتها في دعم مهام حفظ أمن الحدود وتعزيز الجاهزية الميدانية لقوات حرس الحدود.

يقام المعرض في الرياض خلال الفترة من 25 ديسمبر إلى 26 ديسمبر 2025، ويشارك فيه مختلف القطاعات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية. يهدف العرض إلى إبراز التطورات المتسارعة في مجال الأمن والدفاع بالمملكة، وتسليط الضوء على دور الصناعات الوطنية في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز القدرات الأمنية.

مدرعة الدهناء: دعم لحفظ أمن الحدود

تعتبر مدرعة “الدهناء” من أبرز نتاج التعاون بين حرس الحدود والشركات السعودية المتخصصة في الصناعات العسكرية. تم تصميم هذه المدرعة لتلبية الاحتياجات الخاصة لقوات حرس الحدود في التعامل مع التحديات الأمنية المختلفة على الحدود السعودية الشاسعة والمتنوعة التضاريس. وتتميز بقدرتها على العمل بكفاءة عالية في الظروف البيئية القاسية، مثل الصحاري والجبال والمناطق الساحلية.

المواصفات والقدرات التشغيلية

تجهيزات مدرعة “الدهناء” تتضمن أنظمة مراقبة متطورة، وأجهزة اتصالات حديثة، وأنظمة حماية باليستية عالية المستوى. كما أنها مزودة بقدرات تنقل فائقة تسمح لها بالتحرك بسرعة وفعالية في مختلف التضاريس، مما يعزز من قدرة قوات حرس الحدود على الاستجابة السريعة لأي تهديد أمني. وتتيح هذه القدرات التشغيلية المتقدمة لقوات حرس الحدود القيام بمهامها بكفاءة وفاعلية أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز المدرعة بتصميمها الداخلي الذي يوفر بيئة عمل مريحة وآمنة للطاقم، مع توفير مساحة كافية لحمل المعدات والإمدادات اللازمة للعمليات الميدانية. ووفقًا لبيانات عرضت في المعرض، فإن المدرعة قادرة على العمل بشكل متواصل لفترات طويلة دون الحاجة إلى صيانة مكثفة.

يعكس تطوير مدرعة “الدهناء” التزام المملكة بتوطين الصناعات العسكرية وتقليل الاعتماد على الاستيراد في هذا المجال الحيوي. وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز المحتوى المحلي في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وتشير التقارير إلى أن المملكة العربية السعودية تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير قدرات حرس الحدود في ظل التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الإنفاق على المعدات والتقنيات الحديثة المستخدمة في حماية الحدود، بما في ذلك تطوير الصناعات العسكرية الوطنية.

لا يقتصر دور “واحة الأمن” على عرض المعدات والتقنيات الأمنية، بل يهدف أيضًا إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف القطاعات الأمنية في المملكة، وكذلك مع الشركات والمؤسسات الدولية المتخصصة في هذا المجال. ويعتبر المعرض فرصة مهمة للتعرف على أحدث التطورات في مجال الأمن والدفاع، والاستفادة منها في تطوير القدرات الأمنية للمملكة.

وتشمل الأهداف الرئيسية لتعزيز الصناعات العسكرية الوطنية، وفقًا لتصريحات سابقة لوزارة الدفاع، توفير فرص عمل للشباب السعودي، وتنمية المهارات والمعرفة في مجال الصناعات المتقدمة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع والأمن. ويعتبر مشروع تطوير مدرعة “الدهناء” مثالًا ناجحًا على هذه الجهود.

من المتوقع أن تشهد الصناعات العسكرية السعودية نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مدفوعة بالاستثمارات الحكومية والخاصة، والطلب المتزايد على المعدات والتقنيات الأمنية. وستستمر المديرية العامة لحرس الحدود في لعب دور رئيسي في هذا التطور، من خلال تبني أحدث التقنيات وتطوير قدراتها في مجال حماية الحدود.

في الختام، يمثل عرض مدرعة الدهناء في “واحة الأمن” خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات العسكرية وتعزيز القدرات الأمنية للمملكة. وستستمر الجهود في هذا المجال، مع التركيز على تطوير التقنيات المتقدمة وتوطين الإنفاق العسكري، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030. ومن الجدير بالمتابعة، التطورات المستقبلية في هذا المجال، وخاصةً فيما يتعلق بتوسيع نطاق إنتاج مدرعة الدهناء وتطوير قدراتها لتلبية الاحتياجات المتغيرة لقوات حرس الحدود.

شاركها.
اترك تعليقاً