أعلنت الأكاديمية الوطنية للصناعات العسكرية عن فتح باب التسجيل في برنامج التدريب المبتدئ بالتوظيف، وذلك بهدف استقطاب الكفاءات الوطنية الشابة وتأهيلها للعمل في قطاع الصناعات العسكرية. يستمر التقديم حتى 8 يناير 2026، ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود المملكة لتعزيز الاستقلالية في هذا القطاع الحيوي وتحقيق أهداف رؤية 2030.
يهدف البرنامج إلى توفير فرص تدريبية متخصصة للخريجين الجدد، مع ضمان الحصول على وظيفة بعد إتمام التدريب. تعتبر الأكاديمية مبادرة رئيسية من الهيئة العامة للصناعات العسكرية، وتسعى إلى تطوير القوى البشرية الوطنية في المجالات التقنية والهندسية والعلمية المرتبطة بالصناعات الدفاعية. التقديم متاح عبر البوابة الإلكترونية المخصصة للقبول.
أهمية برنامج التدريب في قطاع الصناعات العسكرية
يأتي إطلاق هذا البرنامج التدريبي في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تحولاً كبيراً في قطاع الصناعات العسكرية، وذلك تماشياً مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. تسعى المملكة إلى بناء قطاع صناعات عسكرية محلية متقدمة ومستدامة، قادرة على تلبية احتياجاتها الأمنية والدفاعية.
دعم التوطين ونقل التقنية
يُعد البرنامج خطوة مهمة نحو تحقيق هدف التوطين في قطاع الصناعات العسكرية، حيث يهدف إلى زيادة نسبة الكفاءات الوطنية العاملة في هذا القطاع. بالإضافة إلى ذلك، يساهم البرنامج في نقل المعرفة والتقنيات المتقدمة إلى المملكة، مما يعزز القدرات المحلية في مجال الصناعات الدفاعية.
وفقًا للهيئة العامة للصناعات العسكرية، فإن البرنامج يركز على تطوير المهارات اللازمة للعمل في مجالات مثل الهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، وعلوم الحاسب، وغيرها من التخصصات ذات الصلة. يهدف ذلك إلى خلق جيل جديد من المهندسين والفنيين المؤهلين القادرين على قيادة وتطوير هذا القطاع.
تعزيز سلاسل الإمداد المحلية
لا يقتصر دور البرنامج على تأهيل الكفاءات البشرية، بل يمتد ليشمل تعزيز سلاسل الإمداد المرتبطة بالصناعات العسكرية. من خلال تطوير القدرات المحلية في مجال التصنيع والإنتاج، تسعى المملكة إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الاستراتيجي.
يتم تنفيذ البرنامج بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، مما يضمن توفير فرص تدريبية عالية الجودة ومتوافقة مع احتياجات سوق العمل. تتيح هذه الشراكات أيضًا توفير فرص وظيفية للخريجين بعد إتمام التدريب، مما يزيد من فعالية البرنامج وأثره على المدى الطويل.
معايير القبول وشروط التقديم
تستهدف الأكاديمية خريجي المرحلة الثانوية من جميع أنحاء المملكة. يجب على المتقدمين استيفاء الشروط والمتطلبات المحددة، والتي تشمل الحصول على شهادة الثانوية العامة بتقدير معين، واجتياز الاختبارات والمقابلات الشخصية.
تعتمد عملية القبول على معايير شفافة وموضوعية، تضمن اختيار أفضل الكفاءات الوطنية. تولي الأكاديمية اهتمامًا خاصًا بالمهارات الشخصية والقدرات التحليلية للمتقدمين، بالإضافة إلى مؤهلاتهم الأكاديمية.
بالإضافة إلى ذلك، تشجع الأكاديمية على مشاركة الشباب والشابات من مختلف التخصصات والخلفيات، بهدف خلق بيئة عمل متنوعة ومبتكرة. يساهم ذلك في تعزيز الإبداع والابتكار في قطاع الصناعات العسكرية.
التطورات الأخيرة في الصناعات الدفاعية السعودية
شهد قطاع الصناعات الدفاعية في المملكة العربية السعودية تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الدعم الحكومي والاهتمام المتزايد بتوطين هذا القطاع. أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية عن عدد من المشاريع والمبادرات الهادفة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير القدرات المحلية.
وتشير التقارير إلى أن المملكة تسعى إلى زيادة الإنفاق على الصناعات الدفاعية في السنوات القادمة، وذلك بهدف تعزيز الأمن القومي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع. كما تسعى المملكة إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للصناعات الدفاعية، من خلال توفير بيئة استثمارية جاذبة وتطوير البنية التحتية اللازمة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على تطوير التعاون مع الدول الصديقة في مجال الصناعات الدفاعية، من خلال تبادل الخبرات والمعرفة وتوقيع اتفاقيات شراكة. يهدف ذلك إلى تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة وتحقيق الاستفادة القصوى من التطورات التكنولوجية في هذا المجال.
من المتوقع أن تشهد الأكاديمية الوطنية للصناعات العسكرية زيادة في عدد الطلاب والبرامج التدريبية في المستقبل القريب، وذلك استجابة للطلب المتزايد على الكفاءات الوطنية في هذا القطاع. سيتم الإعلان عن نتائج القبول في البرنامج التدريبي المبتدئ بالتوظيف في موعد لاحق، ومن المتوقع أن تبدأ الدراسة في الخريف القادم. يجب على المهتمين متابعة البوابة الإلكترونية للأكاديمية للاطلاع على آخر المستجدات والتفاصيل.















