في خطوة تاريخية ومفرحة، شهدت المملكة العربية السعودية في عام 2018 قرارًا ملكيًا بالسماح للمرأة السعودية بالقيادة، وهو ما أحدث صدىً واسعًا داخل المملكة وخارجها. هذا القرار لم يكن مجرد تغيير في قانون، بل كان رمزًا للتطور والتمكين، ومحط أنظار العالم. عبرت العديد من السعوديات المقيمات في الولايات المتحدة الأمريكية عن سعادتهن الغامرة بهذا الإنجاز، واعتبرنه بمثابة “عرس وطني” كما ذكرت صحيفة عكاظ. هذا المقال يسلط الضوء على ردود أفعال السعوديات في أمريكا تجاه هذا القرار التاريخي، وتأثيره على حياتهن وتطلعاتهن.
فرحة غامرة للسعوديات المقيمات في أمريكا بقرار السماح بالقيادة
فور الإعلان عن القرار، تدفقت التهاني والتبريكات من الأصدقاء والجيران الأمريكيين للسعوديات المقيمات في الولايات المتحدة. هذا الاهتمام الإعلامي والاجتماعي يعكس أهمية هذا الحدث ليس فقط بالنسبة للمملكة، بل للعالم أجمع. المواطنة سوسن أبو الجدايل، المقيمة في ولاية فلوريدا، وصفت شعورها وشعور زميلاتها بأنهن “لم يذقن طعم النوم” من شدة الفرحة والدهشة.
تأكيد الخبر وتلقي ردود الأفعال
سارعت سوسن إلى التحقق من صحة الخبر عبر القنوات الرسمية، ثم بادرن بإخبار جاراتهن الأمريكيات وزميلاتهن في الجامعة. لطالما كانت قيادة المرأة للسيارة موضوعًا يثير استغراب هؤلاء، والقرار شكل صدمة إيجابية غيرت الصورة النمطية لديهن. أشارت سوسن إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، قد حلّ واحدة من أهم المشكلات التي كانت تواجه المرأة السعودية، سواء في الداخل حيث كانت تعتمد على سائقين أو على العمالة الوافدة، أو في الخارج حيث كانت تتعرض لسيل من الأسئلة حول هذا الموضوع.
دعم الزوج وتطلعات نحو مستقبل مشرق
لم تقتصر الفرحة على النساء، بل امتدت لتشمل أزواجهن. زوج سوسن هنأها على القرار ووصفه بـ “الحكيم” و “التاريخي”. بل وتجاوز الأمر ذلك، حيث بادر بتهنئة أخواته وقريباته في السعودية، معربًا عن اعتقاده بأن هذا القرار هو مجرد بداية لسلسلة من القرارات التي ستدعم مكانة المرأة وتمكنها من المشاركة الفعالة في التنمية السعودية.
القيادة حق أساسي وتمكين للمرأة
الجوهرة العساف، طالبة القانون في واشنطن العاصمة، رأت أن قيادة السيارة ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة أساسية من ضرورات الحياة لكل من الرجل والمرأة. وأضافت أن القيادة الحكيمة للمملكة أدركت هذه الحاجة، وعملت على إزالة العقبات التي تعيق تقدم المرأة وتمكينها. وقالت: “منذ تسع سنوات وأنا أقود سيارتي في واشنطن كجزء طبيعي من حياتي اليومية، وكنت أتمنى أن أمارس نفس الحرية في وطني. والآن، أصبح هذا الحلم حقيقة!”
إزالة معوقات النجاح
تعتبر الجوهرة أن هذا القرار يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، ويفتح الباب أمام المرأة السعودية للمساهمة بشكل أكبر في بناء مستقبل وطنها. فهو يزيل أحد أكبر المعضلات التي كانت تواجهها في حياتها اليومية، ويمنحها المزيد من الاستقلالية والحرية في الحركة والتنقل.
تفاؤل بمستقبل خالٍ من السلبيات
ليلى القرني، طالبة علم الاجتماع، لم تتمكن من متابعة الأخبار بشكل مباشر بسبب انشغالها بالدراسة. في البداية، اعتقدت أن الأمر مجرد شائعة انتشرت عبر مجموعات الواتساب، كما حدث في الماضي. لكنها تفاجأت برؤية ورقة تهنئة خاصة للسعوديات معلقة على لوحة الإعلانات في قسم الجامعة.
ليلى لا تتوقع وجود أي تبعات سلبية للقرار، بل على العكس، تعتقد أن الضوابط الشرعية والقانونية التي رافقت صدوره ستضمن تنفيذه بسلاسة وفاعلية، سواء في المجتمع السعودي أو من خلال الجهات المختصة مثل المرور. كما أنها ترى أن هذا القرار يعكس التزام المملكة بحقوق الإنسان وتمكين المرأة، ويساهم في تعزيز مكانتها في المجتمع.
صدى القرار عالميًا وتأثيره الإيجابي
إن قرار السماح للمرأة السعودية بالقيادة لم يكن مجرد حدث محلي، بل كان له صدى عالمي واسع. لقد أثار إعجاب العديد من المنظمات الحقوقية والشخصيات المؤثرة حول العالم، الذين اعتبروه خطوة جريئة نحو الإصلاح والتحديث. كما أنه ساهم في تحسين صورة المملكة في الخارج، وتعزيز مكانتها كدولة تسعى نحو التقدم والازدهار.
في الختام، يمكن القول إن قرار السماح للمرأة السعودية بالقيادة كان بمثابة نقطة تحول في تاريخ المملكة. وقد عبرت السعوديات المقيمات في الولايات المتحدة الأمريكية عن فرحتهن العميقة بهذا الإنجاز، وتفاؤلهن بمستقبل مشرق ينتظر المرأة السعودية. هذا القرار يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة من المشاركة الفعالة في بناء مستقبل وطنها. ندعوكم لمشاركة هذا المقال مع أصدقائكم وعائلاتكم، والتعبير عن دعمكم للمرأة السعودية في مسيرتها نحو التمكين والازدهار.















